حكم وضوء المصاب بالوسوسة القهرية_2

س : إنه أصيب بالوسوسة في كثير من الأمور ، وأهمها الوضوء ، حيث وصل به الحال إلى أن يترك من يتابعه ، ويعد مرات غسله لأعضائه ، ويناقش في الإجابة المتوقعة ، حتى إنه يقول : ستقول سماحة الشيخ : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﱊﮣﭔﭔﭯﯹﭙﰱﮡﭓﭘ ﭓﭔﭑﯺ ﭲﮤﭔ ﭓﭔﯪﱄﭶﮤﰭﮣﰹﱈﰻﰵﭼﱈ ، فكيف تكون استطاعتي ، ويقول : إن مرضه لخصه الأطباء ؛ بأنه من الوسوسة القهرية ، ويرجو توجيهه ؟ جزاكم الله خيرًا

ج : هذه الوساوس التي يبتلى بها بعض الناس في الوضوء ، أو في الصلاة ، أو في غير ذلك كلها من الشيطان ، والله أرشدنا سبحانه للتعوذ منه ، فقال عز وجل : قل أعوذ برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) من شر الوسواس الخناس ، فعليك أن تتعوذ بالله من شر هذا العدو دائما ، عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وفي غير هذا من شؤونك ، إذا هجم عليك بالوسوسة فهو عدوك ، كما قال الله سبحانه : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 145) ، ويقول عز وجل : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ، فعليك أن تستعيذ بالله عند الوضوء ، وعند الصلاة ، حاربه محاربة قوية ، فإذا توضأت فلا ترجع ، وتقول : ما توضأت وأنت ترى يديك مغسولة ، ترى وجهك مغسولا ، ترى رجليك مغسولة ، تكذب عينك وترجع إلى طاعة الشيطان ، استقم إذا توضأت ، لا ترجع سواء مرة أو مرتين أو ثلاثا ، النهاية ثلاث ، إذا غسلت العضو ثلاث مرات انتهى ، لا تزد على هذا شيئا ، النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد على الثلاث ، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من زاد فقد أساء وتعدى وظلم فليس لك الزيادة ، إذا تمضمضت واستنشقت مرة أو مرتين أو ثلاثا فالحمد لله يكفي ، ولا توسوس واحذر وإذا غسلت وجهك ثلاثا فهذا هو النهاية ، يمر الماء عليه ثلاث مرات هكذا إذا غسلت يديك كذلك اليمني واليسرى كل واحدة ثلاث ويكفي مرة أن يعمها الماء أو مرتان ، يكفي لكن الثلاث هي النهاية ، ثم تمسح رأسك مع أذنيك مرة واحدة بالماء ثم تغسل رجليك اليمني ثلاث واليسرى ثلاث (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 146) ويجوز مرتين ويجوز مرة إذا عمها الماء ، فلا تطع الشيطان ، لا بد من حرب مع عدو الله ، لتكن قويا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف لا تكن ضعيفا للشيطان عدوك ، لو جاء واحد من الناس يخاصمك أو يطالبك بشيء ألا تكون قويا في دفع الشر عنك في الخصومة ، أو يريد ضربك ألا تكون قويا في دفعه ، هذا أعدى ، هذا خبيث يريد هلاكك ، يريد دخولك النار ، فلا بد أن تكون قويا في حربه ، في الوضوء وفي الصلاة وفي كل شيء ، استحضر عقلك ، اعرف أنك معاديه وأنه خصمك ، وأنه عدوك وأنه حرب لك ، فكيف تطاوعه ؟ لا بد من قوة ، ولا بد من تعوذ بالله من الشيطان ، حتى تسلم من شره ومكايده ، واسأل ربك العافية من شره ، وكن قويا لا تتساهل مع ذلك العدو ، ولا تمل إليه ، تقول : أخاف ، أخاف ، أخاف ، ما كملت . لا ، اجزم أنك كملت ، وأنك أديت الواجب ، وانتقل إلى العضو الثاني ، وهكذا إذا كملت فلا ترجع ، تقول : ما توضأت أو ما صليت . لا ، الحمد لله ، اجزم بأنك فعلت ، حتى لا يغلبك عدوك ، حتى لا يستولي عليك ، فيجعلك ضمن المجانين . نسأل الله لك التوفيق والهداية .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: