ج : المشروع للمسلم إذا دخل في الصلاة أن يقبل عليها بقلبه وقالبه ، وأن يستشعر أنه واقف بين يدي الله سبحانه ، فيعظمه ويخشع بين يديه ، ويقبل على هذه العبادة العظيمة ، وبذلك يبتعد عنه الشيطان ، فإنه وسواس خناس ، وسواس عند الغفلة ، خناس عند الذكر ، فإذا غلب على المؤمن أو كثر منه الوسواس في حال الصلاة فليستعذ بالله من الشيطان ، ولينفث عن يساره ثلاث مرات ، قائلا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص الثقفي ، لما قال له : إن الشيطان قد لبس علي من صلاتي ، فأمره عليه الصلاة والسلام أن يتعوذ بالله من الشيطان ، وأن ينفث عن يساره وهو في الصلاة ثلاثا ، قال عثمان : ففعلت ذلك فبرئت من هذا الأمر ، وعافاني الله منه أو كما قال رضي الله عنه ، فينبغي لك أيها السائل ، أن تستشعر عظمة ربك ، عند الدخول في الصلاة ، وأن تقبل عليها بقلبك ، وأن تتدبر ما تقرأ من سورة (الفاتحة) وغيرها ، وأن تجتهد في جمع قلبك على الله ، فإذا لم يكف ذلك تعوذ بالله من الشيطان (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 30) وانفث عن يسارك ثلاثا ، والله سبحانه وتعالى يعيذك منه ، ولا تيأس بل عليك بالجد والنشاط في محاربة عدو الله بجمع قلبك على الله ، واستحضارك أنك بين يديه ترجو رحمته وتخشى عقابه ، وتستشعر أيضا أن هذه الصلاة هي عمود الإسلام ، وهي أعظم العبادات ، وهي أم الفرائض بعد الشهادتين ، وبهذا الاستحضار وبهذه المراقبة ، وبهذا التوجه تسلم إن شاء الله من عدو الله ، وفقنا الله وإياك والمسلمين .