مسألة في تارك الصلاة

(الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 63)  س: بالنسبة للمتأولين بعلم أو بغير علم كقولهم مثلا: الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما . بعضهم مثلا نوقش في موضوع الصلاة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما نرجو من سماحة الشيخ توجيه الناس لفهم النصوص وما يجب عليهم تجاه النصوص التي فيها مثل هذه القواعد ؟

ج: يقول النبي صلى الله عليه وسلم : الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهما إذا اجتنب الكبائر كذا جاء الحديث: إذا اجتنب الكبائر . وترك الصلاة من أكبر الكبائر، حتى على القول بأنها ليس تركها كفرا أكبر، فتركها من أكبر الكبائر، وفي لفظ آخر قال: ما لم تغش الكبائر فمن أتى الكبائر لم (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 64) تكفر عنه الصلاة، ولا الصوم، ولا الزكاة، ولا الجمعة، ولا غير ذلك؛ ولهذا قال جمهور أهل العلم: إن أداء الفرائض وترك الكبائر يكفر السيئات الصغائر، أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال جل وعلا: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم يعني الصغائر، وندخلكم مدخلا كريما فإذا سمعت النصوص التي فيها ذكر تكفير السيئات ببعض الأعمال الصالحة فاعرف أن هذا بشرط اجتناب الكبائر مثل قوله صلى الله عليه وسلم : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ومثل: من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه يعني إذا ترك المعاصي وترك (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 65) الكبائر، ولهذا قال: ولم يرفث ولم يفسق وهكذا قوله: والحج المبرور ليس له جزاء الله الجنة المبرور ليس معه إصرار على الكبائر وهكذا بقية الأعمال التي يعلق فيها الرسول صلى الله عليه وسلم تكفير السيئات بالعمل الصالح، يعني عند اجتناب الكبائر، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن صوم يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده يعني عند اجتناب الكبائر وهكذا قوله في صوم يوم عاشوراء إنه يكفر السنة التي قبله يعني عند اجتناب الكبائر لقوله سبحانه وتعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : الصلوات الخمس والجمعة إلى (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 66) الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر إذا اجتنب الكبائر ، ما اجتنبت الكبائر كلها ألفاظ جاءت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما ذكر وضوءه عليه الصلاة والسلام، وأن من توضأ مثل وضوئه صلى الله عليه وسلم غفر له، قال: ما لم تصب المقتلة قال العلماء: المقتلة يعني الكبيرة، يعني: ما اجتنب الكبائر، نسأل الله السلامة والعافية .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: