حكم تعزية من فاتته صلاة العصر

65 – حكم تعزية من فاتته صلاة العصر س : سمعت بعضا من الناس يقولون : إن من فاتته صلاة العصر يعزيه الناس بالتعزية المعروفة لأهل الميت ، وبعضهم من قال: نعم ، يعزى إذا فاتته الصلاة ، لكن هو في الصلوات كلها عام ، وقالوا في هذه المسألة : موجود حديث يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هل ما ذكره أولئك صحيح ، وما المقصود بهذه (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 103)  التعزية ؟ جزاكم الله خيرا ؟

ج : قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله يعني سلب أهله وماله ، المعنى أنها مصبية عظيمة ، ولكن لا أذكر الآن أن السلف كانوا يعتادون التعزية في ذلك ، وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه قال : من ترك صلاة العصر حبط عمله فالحاصل أن فوات الصلوات الخمس أو إحداها كل ذلك من المصائب العظيمة ، فينبغي للمؤمن أن يحرص على المحافظة عليهن والاستقامة في ذلك ، والحرص على ذلك ، والمسابقة إليه حتى لا تقع هذه المصيبة العظيمة ، أما كونه يشرع للمؤمن أن يعزي أخاه إذا علم أنه فاتته صلاة العصر أو غيرها من الصلوات ، فلا أعلم شيئا في هذا عن النبي ، ولا عن الصحابة سوى ما ذكرته . والمقصود من هذا الحديث التحذير والترهيب من التساهل في ترك الصلاة ، أو فواتها في الجملة ، أو فوات وقتها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 104) س : كثر الترهيب في ترك صلاة العصر سماحة الشيخ ، لعل لكم توجيها ؟ ج : الظاهر - والله أعلم لأنها أفضل الصلوات ؛ لأنها الصلاة الوسطى صلاة العصر ، فجاء فيها ما لم يجئ في غيرها ، ولعل أيضا من الأسباب أنها صلاة تأتي بعد إنهاك العمل للإنسان وتعب الإنسان ، فقد يتساهل في عدم أدائها في وقتها أو في الجماعة ، وكان من حكمة الله أن بين عظيم شأنها ، حتى لا يتساهل بها أحد لا في الجماعة ولا في وقتها ، وهي ختام النهار ، والأعمال بالخواتيم ، فجاء فيها من الأحاديث ما لم يأت في غيرها ، والحكم واحد يجب على المؤمن أن يحافظ على الجميع ، ويحرص على الجميع لأنها كلها فرض على المؤمن ، وكلها عمود الإسلام ، فالواجب المحافظة ، ولكن تخصص العصر بمزيد العناية ، كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، وكما جاء في الحديث الآخر : أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو علموا ما فيها لأتوهما ولو حبوا المقصود أن المؤمن يجب عليه أن (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 105) يحافظ على الجميع ، وأن يتخذ الأسباب التي تعينه على ذلك ، وأن يخص العصر والفجر والعشاء بمزيد عناية ، حتى لا يشبه المنافقين ، وحتى لا تفوته صلاة العصر التي فيها الوعيد الشديد .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: