حمل الطفل أثناء الصلاة

س : أحيانا أقوم بتأدية صلاة العشاء في بيتي مع زوجتي ، وفي أثناء الركوع والسجود تأتي ابنتي الصغيرة وتركب فوق ظهري ، وأثناء قيامي لقراءة الفاتحة في الركعة الثانية أمسك بها بيدي خلف ظهري خوفا عليها من السقوط ، فهل هذا يبطل صلاتي أو ينقص من الأجر ؟

ج : أما الفريضة فالواجب الذهاب إلى المسجد والصلاة مع الناس ، وترك ذلك تشبه بأهل النفاق ، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 290) ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها - يعني الصلاة في الجماعة - إلا منافق معلوم النفاق وتقدم في الجواب السابق قوله صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر وقوله للأعمى لما قال له : ليس له قائد يلائمه ، قال له : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم . قال : فأجب فالواجب عليك أن تصلي مع الجماعة وليس لك أن تصلي في بيتك ولو صلى معك أهلك ، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار هذا يدل على وجوب (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 291) المبادرة والمسارعة بأداء الصلاة في الجماعة ، لكن لو فاتتك الصلاة في الجماعة أو كان لك مانع شرعي كالمرض وصليت في البيت فلا بأس بذلك ، وإذا صلت معك زوجتك أو بناتك أو أمك أو غيرهن فإنهن يكن خلفك لا تقف معك ، المرأة تكون خلفك ولو واحدة ، وإذا ركبت بنتك الصغيرة على ظهرك فإنها لا تضر صلاتك ، ولكن تنزلها بهدوء كما فعلت وأنت مأجور ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يوما يصلي ، فلما سجد جاء ابن بنته الحسن أو الحسين ارتحله وركب عليه الصلاة والسلام ، فأطال السجود ، فلما سلم من صلاته أخبر الصحابة أنه أطال السجود من أجل ألا يزعج ابن بنته لما ركب عليه - عليه الصلاة والسلام - وقت السجود ، فدل ذلك على أنه لا يؤثر في الصلاة وأن الواجب العطف على الصغير والرحمة وعدم إزعاجه ، بل يزيله عن ظهره باللطف حتى يكمل صلاته .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: