ج : نعم ، عليك التعوذ بالله من الشيطان ، وعليك بالحرص على محاربة (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 329) عدو الله الشيطان ؛ لأن الوساوس من الشيطان ، كما قال الله سبحانه : قل أعوذ برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) من شر الوسواس الخناس ، فالمسلم يستعيذ بالله من شره ومن نزغاته في الصلاة وفي غيرها ، فإذا كنت مبتلى بالوساوس فعليك بالاستعاذة بالله من الشيطان ، والحرص على الإقبال على الله في صلاتك ، وحضور قلبك بين يدي الله ، والتدبر لكتاب الله ولما أنت فيه من الصلاة حتى تشتغل بهذا عن وساوس الشيطان ، وإذا دعت الحاجة أن تستعيذ منه وأنت في الصلاة فاستعذ بالله ، تتفل عن يسارك ثلاث مرات وتقول : أعوذ بالله من الشيطان . فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى إليه عثمان بن العاص الثقفي ، شكا إليه كثرة الوساوس ، وأن الشيطان لبس عليه صلاته ، أمره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات وهو في الصلاة ويتعوذ من الشيطان ، قال : ففعلت فذهب عني ذلك. فينبغي للمؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان في الصلاة وخارجها إذا ابتلي بذلك ، يكون عنده قوة ، يكون عنده عناية بإقباله على الله وحضور القلب بين يدي الله حتى يسلم من عدو الله ، فإذا شك هل توضأ أو ما توضأ ، وهو يتيقن أنه (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 330) متوضئ لا يعيد الوضوء ، صلى ويعلم أنه صلى لا يعيد الصلاة ، غسل وجهه وهو يعلم أنه غسل وجهه لا يعيد غسل الوجه ، وهكذا لا يطاوع الشيطان في الوساوس التي تؤذيه وتضره ، بل يحاربه بقوة ويتعوذ بالله من مكائده ونزغاته بقوة حتى يسلم من شره ومكائده .