ج : قراءة القرآن على الموتى لا أصل لها ، بل هي من البدع ، هذا هو الصواب فلا يجوز أن يغتر المسلم بمن أجاز بغير حجة ولا دليل ، فلا يقرأ على الموتى لا في المقابر ولا بعد الموت قبل الدفن ، ولا يثوب لهم القرآن لعدم الدليل على ذلك ، فالقراءة على القبور كالصلاة عند القبور لا تجوز ، لأنها من وسائل الشرك ، فلا يصلي عند القبر ، ولا يقرأ عنده ولا يجلس عنده للدعاء ، ولكن إذا زار القبور يسلم عليهم ، ويدعو لهم ثم ينصرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 223) تذكركم الآخرة وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وكان إذا زار القبور عليه الصلاة والسلام يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ومر ذات يوم على قبور من أهل المدينة فقال : السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر هذه سنته عليه الصلاة والسلام أما أن يدعو الميت أو يستغيث به أو يطلبه المدد فهذا من الشرك الأكبر لا يجوز ، وهكذا كونه يقرأ عند القبر أو يقرأ على الميت في البيت قبل أن ينقل إلى القبر ، أو يقرأ له القرآن يثوبه للأموات هذا ليس عليه دليل ، ولكن المشروع أن يدعو لهم ويستغفر لهم ، يترحم عليهم ، يتصدق عنهم ، يحج عنهم ، يعتمر ، يقضي ديونهم ، كل هذا مطلوب ينفع الميت ، أما كونه يقرأ له أو يصلي له فهذا لا دليل عليه ، والله المستعان .