حكم الفزع الزائد عند تذكر الموت

س : سائلة تقول : في بعض الأحيان أفكر في الموت ، وأرتعد خوفا منه ؛ لأنني قرأت كثيرا عن أهوال الموت ، وأهوال يوم القيامة (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 425)  لدرجة تجعلني أخاف من النوم ، وإنني أعلم أن الموت حق ، وأن البعث حق ، ولكن هل أهوال الموت والقيامة تكون حسب صلاح الإنسان ؛ بمعنى أنه إذا كان الإنسان صالحا تكون الأهوال سهلة عليه ؟ وهل هذه الأهوال يتساوى فيها جميع الناس ؟ وكيف الطريق للنجاة منها ؟ جزاكم الله خيرا

ج : المؤمن إذا قبضه الله يسر الله له كل خيرا ، وصار قبره روضة من رياض الجنة ، ولا يرى إلا الراحة والنعيم ، وإذا اشتد عليه المرض ، أو أسباب الموت قبل الوفاة فلا يضره ذلك ، فقد اشتد هذا على النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ، فالمقصود أنه قد يشتد على الإنسان المرض ، ثم يهون الله عليه خروج الروح ، وتخرج براحة وطمأنينة ، ويبشر برحمة الله ورضاه عند خروج الروح ، يقول له ملك : أبشر برحمة من الله وفضل ، فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه عند خروج الروح المؤمن والمؤمنة ، فهو على خير عظيم ، ويفرج الله له الكربات ، ويسهل أموره ، ولا يرى بعد الموت إلا الخير والنعيم ، والراحة والطمأنينة في قبره ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فيرى محله في الجنة ، ويأتيه من ذلك المحل من ريحها وطيبها ، وما فيها من النعيم ، فهو على خير عظيم ، الرجل والمرأة جميعا ، فأبشري بخير كثير ، ولا تخافي فالموت ليس بعده للمؤمن إلا الخير والنعيم العظيم ، (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 426) والفائدة الكبيرة ، والراحة والطمأنينة ، الدنيا هي سجن المؤمن ، فإذا مات انتقل من السجن إلى الراحة والنعيم ، وإذا كانت المرأة مؤمنة بالله ، وتؤدي حقوق الله سبحانه وتعالى فلتستبشر بالموت ، ولا تفزع منه ؛ لأنه حق .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: