ج : الصلاة على الغائب فيها تفصيل : بعض أهل العلم يرى أنه لا يصلى على الغائب ، وبعضهم يرى الصلاة عليه ، لكن إذا كان الغائب له شأن في الإسلام ، كالنجاشي رحمه الله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي ، لما مات في بلاده أخبر به الصحابة ، وصلى عليه صلاة الغائب ، ولم يثبت عنه في صلاة الغائب إلا هذا الحديث ، فإذا كان الغائب إماما عدلا وإمام خير صلي عليه صلاة الغائب ، ولي الأمر يأمر بالصلاة عليه صلاة الغائب وهكذا علماء الحق ودعاة الهدى ، إذا صلي عليهم صلاة الغائب هذا حسن كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي ، عليه الصلاة والسلام ، أما أفراد الناس فلا تشرع الصلاة عليهم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما صلى على كل غائب ، إنما صلى على شخص واحد له قدم في الإسلام ، فإنه آوى المهاجرين من الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة ، آواهم ونصرهم وحماهم ، وأحسن إليهم فكانت له (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 33) اليد العظيمة في الإسلام ، فلهذا صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ، وصلى عليه الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو كان بهذه المثابة له قدم في الإسلام ، مثل ما صلى المسلمون في خارج البلاد على ضياء الحق رئيس جمهورية باكستان رحمه الله ، لما كانت له مواقف طيبة إسلامية أمر ولي الأمر أن يصلى عليه في الحرمين ، فصلي عليه ، لأنه أهل لذلك ، لمواقفه الكريمة ، وعنايته بتحكيم الشريعة ، فقد أمر بها وحرص على ذلك ، نسأل الله لنا وله العفو والمغفرة ، المقصود أن من كان بهذه المثابة من حكام المسلمين من علماء المسلمين ، إذا مات في بلاد الغربة ، أو في بلاده أيضا جاز أن يصلى عليه من المسلمين في البلاد الأخرى .