حكم الشهقة وقول لا عند سماع موت القريب

س : تقول السائلة : عندما يأتيني خبر وفاة أحد الأشخاص المقربين لدي لا أنوح ، ولكن عندما يأتيني الخبر أشهق وأقول : لا ، وكلمة لا ، ليس اعتراضا مني ، ولكن استغرابا ، ثم أقول : لا إله إلا الله ، (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 426)  هل يعتبر هذا الشهيق ضياع أجر الصبر عند الصدمة الأولى ؟

ج : ليس هذا بنوح ، النوح رفع الصوت بالصياح ، أما دمع العين أو سبق اللسان بكلمة : لا ، أو شهقة الروعة فلا يضر ، إنما هذا قد يقع من شدة الروعة والمصيبة ، أو يقول : الخبر ليس صحيحا ؛ لأنها استنكرت ، هذا ليس من النياحة ، النياحة رفع الصوت ، ولا يجوز رفع الصوت عند المصيبة ، أما كون العين تدمع ويبكي الإنسان ، فدمع العين لا يعذب بهذا ربنا ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون وقال عليه الصلاة والسلام للصحابة ذات يوم : اعلموا أن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، وإنما يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ؛ أي بالنوح . وهذا ليس من عدم الصبر الذي يضر ، كونها تنوح أو تخمش الوجه أو تشق الثوب هذا هو الممنوع ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنا بريء من الصالقة ، والحالقة ، والشاقة الصالقة : التي ترفع صوتها عند المصيبة ، والحالقة : هي التي تحلق شعرها عند المصيبة أو تنقضه ، والشاقة : هي التي تشق ثوبها عند المصيبة . فالواجب الحذر من هذا .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: