حكم استئجار القراء للقراءة على أرواح الموتى

س : ما حكم قراءة القرآن ولا سيما الفاتحة ويس على أرواح الموتى ؟ وما حكم ما يفعله بعض الناس من إحضار القراء ليقرؤوا القرآن على أرواح الموتى بمبالغ باهظة ؟ وما صحة الحديث :" اقرؤوا يس على موتاكم " ؟

ج : هذا العمل لا يجوز ، كونه يستأجر من يقرأ القرآن على الموتى هذا لا يجوز ، والذي يقرأ بالأجرة ما له ثواب حتى يهديه للموتى ، ما قرأ إلا للأجرة فليس له ثواب حتى يهدي ، ثم السنة عدم إهداء القراءة للموتى لا منك ولا من غيرك لعدم الدليل على ذلك ؛ لأنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أنهم كانوا يفعلون ذلك ، لكن بعض أهل العلم رأى جواز ذلك من غير أن يستأجر بأجرة بل من باب التبرع ، إذا تبرع وقرأ وثوب لميته أو لإنسان حي ذكر بعض أهل العلم أنه جائز ، ولا حرج في ذلك ، وقاسوه على الصدقة والدعاء ، ولكن ظاهر الأدلة الشرعية أن ذلك لا ينبغي وأنه يخشى أن يكون بدعة لعدم الدليل عليه ، فالأولى بالمؤمن والأحوط له ألا يفعل ذلك ، بل يحسن إلى موتاه بالدعاء ، بالصدقة عنهم ، بالحج عنهم ، بالعمرة ، هذا لا بأس كله مشروع ، أما كونه يقرأ ويثوب لهم أو يسبح ويثوب لهم هذا لا دليل عليه ، (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 253) فالأولى بالمؤمن ترك ذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أما كونه يستأجر من يقرأ هذا لا يجوز ، لأن كونه يقرأ للأجرة فهذا ليس له ثواب ، فكيف يهدي ، ما هناك شيء يهدي ، وقد أجمع العلماء على تحريم أخذ الأجرة على تلاوة القرآن ، ذكر ذلك أبو العباس بن تيمية رحمه الله ، وقال : إنه لا نزاع بين أهل العلم في تحريم أخذ الأجرة على تلاوة القرآن . فالواجب الحذر من هذا العمل ، وفق الله الجميع .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: