ج : هذه المسألة اختلف فيها العلماء رحمة الله عليهم ، فمنهم من رأى أن القراءة للأموات تنفعهم وتلحقهم ، وقاسوا ذلك على الصدقة عنهم ، والدعاء لهم ، وآخرون من أهل العلم كالشافعي - رحمه الله - وجماعة من أهل العلم قالوا : لا ، لا تلحقهم ، لأنها ليس عليها دليل ، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة أنه فعل ذلك ، والعبادات ليست محل قياس ، العبادات توقيفية فلا يحلق الأموات إلا ما جاء به الشرع كالصدقة عنهم ، والدعاء لهم ، الحج عنهم ، وقضاء الدين عنهم ، والعمرة عنهم ، هذا هو الذي جاءت به النصوص ، أما القراءة عنهم أو الصلاة عنهم فهذا لم يرد ، وهذا هو الصواب ، الصواب (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 194) والأرجح من قولي العلماء أنه لا يلحق الأموات إلا ما دل عليه الشرع ، فالقراءة لهم والصلاة عنهم ليس عليهما دليل ، والصوم عنهم تطوعا كذلك لا يلحقهم هذا ، وهو الصواب ، وهذا هو المعتمد ، أما الصوم عنهم إذا كان أداء واجب قضاء عنهم ، دينا واجبا ، صوم رمضان ، مات ولم يصم بغير عذر ، يعني أفطر عن مرض مثلا أو سفر ثم لم يقض تساهل ولم يقض هذا يصام عنه ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : من مات وعليه صيام صام عنه وليه كذلك الديون تقضى عنهم ، هكذا الحج عنهم والعمرة وهكذا الدعاء لهم والاستغفار لهم كله يلحقهم وكله ينفعهم ، أما القراءة لهم وصوم التطوع لهم فليس عليه دليل ، والقول بأن ذلك لا يلحقهم هو الأرجح ، وهو الأقرب والأظهر بالدليل ، والله ولي التوفيق .