حكم مجالسة من يصلي الفروض في بيته

س : لي زميل ساكن معي وأعلم أنه يصلي ، ولكن ليس في المسجد ، وهو أعلم مني في أمور الدين ، وأنا أصلي في المسجد ، فهل علي شيء تجاه هذا ، أو يلحقني شيء من إثم في بقائي معه

ج : عليك أن تنصحه في الله ، وأن تعلمه أن الصلاة في الجماعة واجبة ، وأنها من أهم الفرائض الصلاة ، وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى ، فقال : يا رسول الله ، ليس لي (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 172) قائد يلائمني للمسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال : نعم . قال : فأجب فهذا الرجل الأعمى ما رخص له النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته مع أنه أعمى وليس له قائد ، وفي رواية أنه شاسع الدار ؛ بعيد الدار ، ومع هذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في الجماعة . فيجب على المسلمين جميعا من الرجال أن يصلوا في الجماعة ، يصلوا في المساجد ، كما فعل النبي وأصحابه ، كانوا يصلون في المسجد عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم ، وأمر بالصلاة في المساجد ، وأخبر أن من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر ؛ كالمرض ونحوه . فعليك أن تنصح هذا ، وأن تخوفه من الله عز وجل ، وأن تقول له : يا أخي ، اتق الله ، صل في جماعة ، ولا تدع صلاة الجماعة . فإن أصر على ترك الجماعة ولم يصل مع الناس فإنه يستحق الهجر ، يستحق أن تهجره وتتباعد عن صحبته ؛ لئلا يعديك (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 173) فتتأخر عن الجماعة ؛ لأن المعاصي مثل الجرب ، أصحابها قد يعدون ، يعدون الناس ، قد يسببون مرضا ؛ بانتقال مرضهم إلى غيرهم ، فالذي يتظاهر بالمعصية ، ولا تنفع فيه النصيحة يستحق أن يهجر ، ولا يتخذ جليسا ولا صاحبا ، ولا تجاب له دعوة إلى وليمة ونحوها؛ حتى يعلم بشاعة ما فعل ، وأنه جدير بأن يهجره إخوانه المستقيمون إذا أظهر المعصية ، ولم يبال بالناس ، كالذي يتظاهر بترك الصلاة في الجماعة في المساجد ، أو يتظاهر بشرب الخمر ، أو يتظاهر بحلق اللحى ، ولا يبالي ولا يقبل النصيحة ، أو يتظاهر بعقوق والديه وعدم برهما ، أو يتظاهر بإسبال الثياب وجرها ولا يقبل النصيحة ، أو يتجاهر بالتدخين ، والتدخين من أقبح الأمراض ، وهو شر كبير ، فالواجب على من يتعاطاه التوبة إلى الله منه ، كما أن السكر حرام ومنكر وكبيرة ، فالتدخين فيه من الشر العظيم والبلاء الكبير ما فيه ، فيجب ترك هذه المعاصي والحذر منها ، ولا مانع ، بل يشرع هجر أهلها إذا لم يستقيموا ولم يدعوا ما هم عليه ، إلا إذا كان الهجر قد يزيد في الشر ، وقد يجرهم إلى شر فينبغي تركه ، وأن يعتاض عنه بالنصيحة الدائمة والتوجيه الدائم لهؤلاء؛ حتى يهديهم الله هم وأشباههم .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: