حكم الذهاب إلى المسجد بملابس غير نظيفة_1

س : أنا أعمل ميكانيكيًا ، ماذا أعمل إذا حضرتني الصلاة وأنا في العمل ؟ هل لي أن أصلي بملابس العمل ، وملابس العمل هذه فيها زيت وغاز ؟ وبعض الناس يقولون : لا تجوز فيها الصلاة . ولا يتسع لي الوقت بتبديلها ، ماذا أعمل وأنا أريد صلاة الجماعة ؟ أفيدونا أفادكم اللَّه

ج : الواجب عليك أن تصلي مع إخوانك المسلمين في الجماعة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر " . قالوا : ما العذر ؟ قال : " خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى ؛ ولأنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه رجل أعمى يسأله ويقول : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني للمسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال له عليه الصلاة والسلام : " هل تسمع النداء بالصلاة ؟ " قال : نعم ، قال : " فأجب هذا أعمى ليس له قائد ، ومع هذا يأمره أن يجيب المؤذن ويحضر الصلاة ، وعليك يا أخي أن (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 318) تغير الملابس التي يتأذى منها إخوانك إذا كان فيها رائحة تؤذيهم ، أما إذا كان لا تؤذيهم ؛ لا فيها رائحة تؤذيهم فصل فيها والحمد لله ؛ لأنها طاهرة ، أما إن كان فيها روائح تؤذيهم ، أو أوساخ تنتقل إليهم إلى من بجوارك ؛ تنتقل إليه الأوساخ فبدلها ، أعد ثيابا ، إذا أذن المؤذن تلبسها وتذهب إلى الصلاة فيها ، وعليك أن تتقي الله في ذلك ، هذا أمر عظيم ، هذه عمود الإسلام ، الصلاة عمود الإسلام ، فلا بد من العناية بها ، أعظم واجب وأهم واجب بعد الشهادتين هذه الصلاة ، يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ويقول فيها عليه الصلاة والسلام : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة ، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف هذا وعيد عظيم له ، يحشر من تركها مع هؤلاء الكفرة ؛ لأنه من ضيعها من أجل الرئاسة والملك صار شبيها بفرعون والعياذ بالله ؛ فيحشر معه في النار يوم القيامة ، وإن ضيعها بسبب الوزارة والوظيفة صار شبيها بهامان وزير فرعون ؛ فيحشر معه إلى النار يوم القيامة ، وإن (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 319) ضيعها بأسباب المال والشهوات صار شبيها بقارون ؛ تاجر بني إسرائيل الذي حمله كفره وبغيه على ترك الحق ؛ فيحشر معه إلى النار يوم القيامة ، وإن ترك الصلاة من أجل التجارة والبيع والشراء صار شبيها بأبي بن خلف ؛ تاجر أهل مكة الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد كافرا ؛ فيحشر معه إلى النار يوم القيامة . فالواجب على العامل ميكانيكيا أو غيره ، الواجب عليه أن يصلي مع المسلمين في الجماعة ، وأن يلبس الملابس - التي لا تؤذي الناس - الطيبة السليمة ، ويبتعد عن الروائح الكريهة ، إذا كان يتعاطى الثوم أو البصل أو التدخين يحذر ذلك ؛ حتى لا يكون فيه روائح كريهة وقت الصلاة ، وحتى يأتي لها في ملابسه وهي نظيفة لا أوساخ تؤذي الناس ، أما إن كان لا يؤذي الناس فلا بأس أن يصلي فيها إن كانت طاهرة ، ولكن كونه يلبس ثيابا حسنة وجميلة للصلاة هذا هو الأفضل ، يقول الله سبحانه : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين يعني : عند كل صلاة ، فالمشروع للمؤمن عند الصلاة أن يلبس ملابس حسنة ، يتوجه للمسجد بملابس حسنة مع إخوانه ، لا من يقوم بين يدي الله بما فيه أذى للمصلين ، نسأل الله للجميع التوفيق .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: