حكم الفصل بين الفريضة والنافلة

س : الأخت ف . ع من الأردن تسأل وتقول : أنا أصلي الصلاة المفروضة - أي الفرض - والسنة ، وبعد الانتهاء من الصلاة المفروضة فإني أصلي أربع ركعات أو ما زاد عنها مثلا : في كل صلاة مباشرة ، فهل تصلح صلاة النفل بعد الانتهاء مباشرة من الصلاة المفروضة ؟ وقد ورد في كتاب فقه السنة استحباب الفصل بين الفريضة والنافلة بمقدار ختم الصلاة ، نرجو توضيح ذلك مع الشكر

ج : السنة فصل النافلة عن الفريضة ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا صلى أحدكم فلا يصل صلاة بصلاة حتى يتكلم أو يخرج (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 370) فالأفضل للمسلم والمسلمة بعد الصلاة من الفريضة يقول : أستغفر الله - ثلاثا - اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام . ثم يأتي بالذكر الشرعي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد . هذا مستحب بعد كل الصلوات الخمس : الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر ، للرجل والمرأة جميعا . ويستحب مع هذا أيضا أن يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . عشر مرات بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ، هذه زيادة خاصة بهاتين الصلاتين ، ويستحب له بعد ذلك في الخمس الصلوات كلها أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة . الجميع تسع وتسعون ، ثم يقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . جاء في الحديث أن العبد إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 371) زبد البحر ، وهذا فضل عظيم ، يشرع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على ذلك . ويستحب بعد هذا أن يقرأ آية الكرسي : الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم هذه آية الكرسي ، هذه آية واحدة ، يستحب للمؤمن والمؤمنة أن يأتي بها بعد كل صلاة ، ويستحب له أيضا أن يقرأ : قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة ؛ الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ويكررها ثلاثا بعد الفجر وبعد المغرب ، ويكررها ثلاثا عند النوم بعد ما يضطجع على فراشه ، يقرأ التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين مرة ، ويختم ب : الله أكبر تمام المائة مرة ، تمامها : الله أكبر ، أربع وثلاثون تكبيرة ، ثلاث وثلاثون تحميدة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة عند النوم ، بدل : لا إله إلا الله في آخرها : الله أكبر ، يكمل مائة ب : الله أكبر ، أما بعد الصلاة فيكملها ب : لا إله إلا الله . أفضل ، وإذا أحب أن يصلي بعد الذكر نافلة فلا بأس ، لا يقوم مباشرة بعد أن يسلم ، لا ، بعد الذكر يأتي بالنافلة ، والأفضل بعد (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 372) الظهر أربع ، وإن صلى ثنتين راتبة كفت ، وإن صلى أربعا بعد الظهر كذلك فيه فضل عظيم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار وهذا فضل كبير ، أما الراتبة فهي أربع قبل الظهر ، بتسليمتين وثنتان بعدها ، يعني تسليمتين قبلها وتسليمة واحدة بعدها ، هذه يقال لها : الراتبة ، كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام في الحضر ، وإن زاد وصلى أربعا بعد الظهر بتسليمتين بعد الظهر فذلك فيه فضل عظيم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار رواه أهل السنن بإسناد صحيح عن أم حبيبة رضي الله عنها . أما بعد العصر فليس بعدها صلاة ، وبعد الفجر ليس بعدها صلاة ، لا يصلي بعدها لا اثنتين ولا أربعا بعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر ، ليس بعدها صلاة لأنه وقت نهي . أما بعد المغرب يصلي ثنتين هذا الأفضل راتبة ، وبعد العشاء ثنتين راتبة ، وإن صلى أكثر فلا بأس ، الراتبة ثنتان تسليمة واحدة بعد المغرب ، وثنتان بعد العشاء تسليمة واحدة ، للرجل والمرأة جميعا . هذه راتبة كان (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 373) يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن صلى أكثر بعد المغرب أو بعد العشاء فالأمر واسع والحمد لله ، يصلي ما شاء . لكن الراتبة ثنتان بعد المغرب وثنتان بعد العشاء ، وإذا أحب أن يصلي بين المغرب والعشاء ركعات كثيرة كله طيب ، أو بعد العشاء يتهجد طويلا كله طيب ، لكن الراتبة ثنتان بعد العشاء ، وثنتان بعد المغرب ، والصلاة المفروضة : الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر ، الظهر أربع في حق المقيم ، وثنتان في حق المسافر ، والعصر أربع في حق المقيم ، وثنتان في حق المسافر ، والمغرب ثلاث في حق الجميع . والعشاء ثنتان في حق المسافر ، وأربع في حق المقيم ، والفجر ثنتان في حق الجميع - هذه الفرائض - والجمعة ثنتان كذلك في حق المقيمين . أما النوافل فلا حصر لها ، لكن الرواتب التي يشرع أن يحافظ عليها المؤمن اثنتا عشرة كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام في حال الحضر والإقامة : أربع قبل الظهر تسليمتان ، وثنتان بعد الظهر ، هذه ست ، وثنتان بعد المغرب ، هذه ثمان ، وثنتان بعد العشاء ، هذه عشر ، وثنتان قبل صلاة الصبح ، هذه اثنتا عشرة . هذه الرواتب كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام في الحضر ، أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر ، كان في السفر يترك (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 374) سنة الظهر والمغرب والعشاء ، ولكن يصلي سنة الفجر في السفر والحضر عليه الصلاة والسلام . وأما صلاة أربع قبل العصر فهي مستحبة ، ليست راتبة لكن مستحبة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا هذه مستحبة وليست براتبة ، وإذا صلى قبل المغرب ثنتين أو العشاء ثنتين أيضا مستحبة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة إذا صلى بعد الأذان ركعتين ، بعد المغرب ، بعد العشاء ركعتين ، أكثر ، كله مستحب طيب ، لكن ليس من الرواتب .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: