بيان عدد السنن الرواتب_3

س : يقول السائل : ما هي النوافل التي على المرء أن يلازمها قبل وبعد الفرائض ، وهل هناك عدد معين ؟ ذلك أني أصلي خمس ركعات أحيانا قبل الظهر وأحيانا أربع ركعات ، لذا أرجو التوجيه الرشيد ، جزاكم الله خيرا

ج : النوافل المشروعة مع الفرائض التي كان النبي صلى الله عليه (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 277) وسلم يحافظ عليها - عليه السلام - ويلازمها اثنتا عشرة ركعة ، هذه رواتب ، وتسمى نوافل ، كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحافظ عليها كما ثبت ذلك من حديث ابن عمر وعائشة وأم حبيبة وغيرهم - رضي الله عنهم ، وهي أربع قبل الظهر تسليمتان ، وثنتان بعد الظهر ، وثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد العشاء ، وثنتان قبل صلاة الصبح ، هذه يقال لها : الرواتب ، ويقال لها : النوافل المؤكدة . يقول ابن عمر رضي الله عنهما : حفظت من الرسول - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب في بيته ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، وركعتين قبل صلاة الصبح ، وكانت ساعة لا يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها ، حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين وثنتين بعد صلاة الجمعة في بيته قال : فأما المغرب والعشاء والفجر ففي بيته وقالت عائشة - رضي الله عنها : كان يصلي قبل (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 278) الظهر أربعا ، كان لا يدع أربعا قبل الظهر هذا مما حفظته عائشة وحفظته أم سلمة أيضا ، فدل ذلك على أن الأكمل أربع قبل الظهر ، وإن اقتصر على ثنتين كما قال ابن عمر - رضي الله عنهما - كفى ذلك ، ولكن الأفضل مثل ما دل عليه حديث عائشة ، وأم حبيبة رضي الله عنهما أنه يصلي أربعا قبل الظهر تسليمتين ، فيكون الجميع ثنتي عشرة ركعة ، هذا هو الكمال ، وهذا هو المحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإن زاد على هذا ، فصلى بعد الظهر أربعا بزيادة ثنتين بعد الظهر فهذا أيضا مستحب ، تقول أم حبيبة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها ؛ حرمه الله على النار وفي لفظ آخر : من حافظ على أربع قبل الظهر ، وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار يعني ثنتين ثنتين كما في الحديث : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى وهكذا يستحب أن يصلي أربعا قبل العصر ، (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 279) وليست راتبة ، ولكنها مستحبة ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا وهكذا يصلي ثنتين قبل المغرب بعد الأذان ، وثنتين قبل العشاء بعد الأذان ، مستحبة أيضا ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة" ثم قال : "لمن شاء ليعلم الناس أن هذا ليس بواجب ، ولكن مستحب ، فهذه مستحبات وليست رواتب : ثنتين قبل المغرب ، ثنتين قبل العشاء ، أربع قبل العصر ، كل هذه مستحبة وليست راتبة ، ثنتين تكون زيادة على الراتبة بعد الظهر تكون أربعا ، مستحبة كما تقدم في الأحاديث . كذلك سنة الضحى مستحبة دائما ، ركعتان في الضحى هذه سنة مؤكدة ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بها جماعة من أصحابه سنة الضحى ، وقال في حديث أبي ذر : يصبح على كل سلامى من الناس صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى رواه مسلم في (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 280) صحيحه . فدل ذلك على أهمية الركعتين ، وأنها تقوم مقام الصدقات التي على مفاصل الإنسان ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه ، وأبو الدرداء كل واحد منهما يقول : أوصاني رسول الله بصلاة الضحى . وفي لفظ آخر : بركعتي الضحى قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعا ، ويزيد ما شاء الله فالحاصل أن سنة الضحى سنة مؤكدة ، الرسول - صلى الله عليه وسلم - ربما فعلها ، وربما تركها لئلا يشق على أمته ، لكنه أوصى بها ، ووصيته آكد من فعله ، فدل ذلك على أنها متأكدة بجميع الأيام من ارتفاع الشمس إلى وقوف الشمس ، وإذا اشتد الضحى ، واشتدت الشمس يكون أفضل ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال يعني حين يشتد الحر على أولاد الإبل ، يعني : في علو الضحى وفي شدة (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 281) الضحى تكون أفضل ، وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس ، فلا بأس .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: