حكم قضاء الصلاة عن فاقد الشعور لمرض أو كبر سن_1

س : السائلة : ر ، ف ، ي ، ل ، من العراق تقول : كانت والدتي تصوم وتصلي ، وقد مرضت مرضا شديدا منذ سنتين توفيت على أثره ، ولم تكن تصوم ولا تصلي في وقت مرضها لعدم الاستطاعة ، فهل يلزمني دفع كفارة عنها أو الصيام والصلاة عنها ؟ أفيدوني بارك الله فيكم

ج : ما دامت ماتت وهي مريضة ما استطاعت الصيام فليس عليك صيام عنها ، إذا كانت ماتت وهي في مرضها لم تستطع الصيام في المدة الطويلة فإنك لا تقضين عنها شيئا ، وليس عليك إطعام أيضا ، والحمد لله ، أما الصلاة فقد غلطت في ترك الصلاة ، كان الواجب عليها أن تصلي ولو كانت مريضة ، ولا تترك الصلاة . الواجب على المريض أن يصلي على حسب حاله ، إن استطاع القيام صلى قائما ، وإن عجز صلى قاعدا ، فإن لم يستطع القعود صلى (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 8) على جنبه الأيمن أفضل أو الأيسر على حسب طاقته ، فإن لم يستطع الصلاة على جنبه صلى مستلقيا ، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه بعض الصحابة رضي الله عنهم المرض قال له : صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ، فإن لم تستطع فمستلقيا هذا هو الواجب على المريض ذكرا كان أو أنثى ، يصلي قاعدا إذا عجز عن القيام سواء مستوفزا أو متربعا أو كجلسته بين السجدتين ، كل ذلك جائز ، فإن عجز عن القعود صلى على جنبه الأيمن أو الأيسر ، والأيمن أفضل ، إذا استطاع ينوي أركان الصلاة وواجباتها ، ويتكلم بما يستطيع ، يكبر ، يقرأ الفاتحة أول شيء ، يقرأ ما تيسر ، ثم يكبر وينوي الركوع ، ثم يقول : سمع الله لمن حمده ، ويقول إذا نوى الرفع : ربنا ولك الحمد ، إلى آخره ، ثم يكبر ناويا السجود ، يقول : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، ثم يرفع مكبرا ناويا الجلوس بين السجدتين ويقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي . يكررها ثلاثا ، ثم يكبر ناويا السجدة الثانية ، وهكذا بالنية والكلام حسب طاقته ، ولا تقضي الصلاة ، وإنما عليك الدعاء لها ، والتراحم عليها والاستغفار لها إذا كانت مسلمة موحدة ، أما إذا كانت تدعو الأموات ، وتستغيث (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 9) بالأموات والقبور ، تدعو غير الله ، هذه لا يدعى لها ؛ لأن هذا شرك أكبر ، فإذا كانت في حياتها تدعو الأموات ، وتستغيث بالأموات أو بأصحاب القبور أو تسأل البدوي أو عبد القادر أو غير عبد القادر الجيلاني ، هذا من الشرك الأكبر ، لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، كأن يقول : يا سيدي عبد القادر ، اشف مريضي أو انصرني أو عافني ، أو : يا سيدي فلان من الأموات - افعل بي كذا ، أو : يا رسول الله ، افعل بي كذا : أو : يا سيدي البدوي ، افعل كذا ، أو : يا فلان افعل كذا ، من الأموات ، كل هذا من الشرك الأكبر ، والذي يموت على هذه الحالة لا يدعى له ، لأنه مات على ظاهر الشرك ، نسأل الله السلامة . أما إن كانت موحدة بحمد الله لا تدعو إلا الله ، بل تعبد الله وحده فيدعى لها ويستغفر لها ، ولا يصلى عنها ، لأن الصلاة لا تقضى .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: