ج : لا يجوز الكلام - والإمام يخطب - مع الناس ، لا مع العاطس ولا مع غيره ، الواجب الإنصات واستماع الخطيب ، إلا مع الخطيب لا بأس إذا (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 314) كان الخطيب يسأل عن شيء ، أو ينكر عليه شيئا أخطأ فيه يجب إنكاره ، فالكلام مع الخطيب لا بأس به ، والخطيب لا بأس أن يتكلم هو ؛ لأن هذا من جنس خطبته ، أما الناس فيما بينهم فلا ، حتى ولو عطس وحمد الله ، لا تقل له : يرحمك الله كما لا تقول في الصلاة إذا عطس وهو يصلي وحمد الله ، ما يقال له : يرحمك الله . وهكذا في الخطبة ، المستمع لها كالمصلي فلا يتكلم ولا يرد السلام ، ولا يبدأ بالسلام ولا يشمت العاطس ، هذا هو الواجب عليه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا قلت لصاحبك : أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت مع أنه يأمر بالمعروف سمي لاغيا وهو يأمر بالمعروف ، وفي الحديث الآخر : من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا ، والذي يقول له : أنصت ليست له جمعة فهذا يدل على أن الجمعة تلغى ، ويفوته ثوابها بسبب كلامه في أثناء الخطبة ، ولو أن كلامه في عمل طيب يأمر بالمعروف أو ينهى عن منكر كتشميت العاطس ، فالواجب ترك ذلك كما يجب ترك ذلك مع المصلي ، وهكذا مع المستمع للخطبة ، فلا بأس أن تبدأ المصلي بالسلام ، وهو يرد بالإشارة ، لكن في الخطبة لا ، أنت مأمور بالإنصات ، ولا يتكلم والإمام يخطب لا بتشميت (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 315) عاطس ولا برد السلام . وهكذا أخوك الذي في الصف لا يتكلم ، وإذا حمد الله في نفسه فأنت لا تقول له : يرحمك الله والإمام يخطب ؛ امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من الإنصات ، وحذرا من الوعيد الذي جاء في ذلك وإلغاء الجمعة وعدم حصول ثوابها .