ج : الصلوات الخمس فرض على المسلمين ، وهي عمود الإسلام كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت وصلاة الجمعة إحدى الخمس في يوم الجمعة ، وهي فرض عظيم ، وهي فرض الوقت ، وقد جاء فيها نصوص خاصة ، فتركها أعظم من ترك سواها من الصلوات ، فالواجب على من تركها المبادرة بالتوبة إلى الله ، والرجوع إليه سبحانه وتعالى ، والندم على ما مضى ، والعزم ألا يعود ، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات - يعني عن تركهم الجمعات - أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 163) الغافلين وهذا وعيد عظيم لمن ترك الجمعة ؛ لأنه من أسباب ختم القلب والطبع عليه ، وأن يكون صاحبه من الغافلين ، نعوذ بالله . وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات بغير عذر طبع على قلبه فالحاصل أن ترك الجمعة من أعظم أسباب الطبع على القلب والختم عليه . فيجب على المؤمن أن يبادر بالتوبة إذا ترك ذلك ، والندم والإقلاع ، والجمهور على أنه يقضي بدلها ظهرا ، ولكن ذهب بعض أهل العلم إلى أن تركها كفر وردة عن الإسلام . وهكذا بقية الصلوات من تركها حتى خرج الوقت - والعياذ بالله - كفر بذلك ؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر فالأمر عظيم وخطير . فالواجب عليه البدار بالتوبة ، والحذر من العودة إلى مثل ذلك والاستكثار من العمل الصالح لعل الله يتوب عليه سبحانه وتعالى ، قال عز وجل : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 164) وإذا قضى كما قال الجمهور قضاها ظهرا فلا بأس . ولكن لا يلزمه على الصحيح إذا كان كافرا أن يقضي ، وإنما الواجب عليه التوبة ، ومن ترك الصلاة عمدا كفر ، فالواجب على من ترك ذلك أن يبادر بالتوبة ، ولا يلزمه القضاء في أصح قولي العلماء .