ج : الجمعة كما قال فرض على المسلمين المكلفين من الرجال ، لا شك أنها فرض ، والواجب على المؤمن أن يحافظ عليها وأن يعتني بها ، ومن حضرها من النساء أجزأتها ، ولكن بدون تبرج ، بل بالعناية بالستر والحجاب والبعد عن المشاكل والفتنة ، ولكن ليست فرضا على النساء ، وإنما هي فرض على الرجال ، وأما سنتها فليس لها راتبة قبلها ، ولكن يشرع للمؤمن إذا وصل إلى المسجد أن يصلي ما تيسر ، يصلي تحية المسجد ركعتين ، ثم يصلي ما تيسر أربعا أو ستا أو ثمانا أو ما شاء الله ، ليس فيه حد محدود ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصلون يوم الجمعة كثيرا قبل الخطبة ، فليس في هذا حد محدود ، ومن صلى ركعتين تحية المسجد كفت ، ومن صلى أربعا فقد زاد خيرا ، ومن صلى ستا زاد خيرا وهكذا ، لكن يسلم من كل ثنتين ، لا يسردها سردا ، بل الأفضل يسلم من كل ثنتين ؛ لأن النبي عليه السلام قال : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى وزيادة النهار جيدة وثابتة في أصح أقوال أهل الحديث ، وقوله : صلاة الليل (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 270) والنهار مثنى مثنى . يدل على أن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين ، وهكذا كان الحال من فعل النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثنتين ثنتين ، يصلي الضحى ثنتين ، وتحية المسجد ركعتين ، وقبل الظهر ركعتان ، وبعد الظهر ركعتان ، وبعد المغرب ركعتان ، وبعد العشاء ركعتان ، وقبل الصبح ركعتان ، هذا يدل على أن الركعتين أولى من سرد الأربع ، فيسلم من كل ثنتين هذا هو الأفضل ، وإذا صلى أربعا أو ثمانا أو ستا أو عشرا أو اثنتي عشرة أو ما هو أكثر من ذلك قبل الخطبة فلا بأس بهذا ، والصلاة مرغب فيها في ضحى الجمعة ، أما بعدها فيصلي ركعتين في البيت أو أربعا في المسجد ، كل هذا جاء عنه صلى الله عليه وسلم ، كان يصلي ركعتين في بيته ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم : من كان مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا فدل ذلك على أنه يصلي أربعا في المسجد بتسليمتين ، وإن صلى في البيت صلى ثنتين فقط ، وإن زاد فلا بأس ، هذا هو المشروع وهذا هو الأفضل والظهر جاء فيها ركعتان قبلها وجاء فيها أربع ، والأفضل أربع قبل الظهر ، لقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعا قبل الظهر هكذا جاء عنها في رواية للبخاري رحمة الله عليه : كان النبي لا يدع أربعا قبل الظهر . عليه (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 271) الصلاة والسلام ، وابن عمر روى ركعتين قبل الظهر ، ولا منافاة ، فلعل الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الأيام يصلي ركعتين قبل الظهر ، وفي بعض الأيام يصلي أربعا ، فيكون الجميع اثنتي عشرة ركعة في الأوقات الخمسة ، وهذه تسمى الرواتب : أربعا قبل الظهر ، وثنتين بعدها ، وثنتين بعد المغرب ، وثنتين بعد العشاء ، وثنتين قبل صلاة الصبح ، هذه اثنتا عشرة ركعة تسمى الرواتب ، كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام ويقول : من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة وهذا فضل عظيم يدل على أنه يشرع للمؤمن والمؤمنة صلاة هذه الرواتب ، هذه الاثنتا عشرة ركعة ، وهي سنة مؤكدة مع الصلوات الخمس ، بل الأربع ؛ لأن العصر ليس لها راتبة ، ولكن الظهر والمغرب والعشاء والفجر لها رواتب ، مقدارها اثنتا عشرة ركعة ، وربما صلى عشرة عليه الصلاة والسلام ، لكن الكمال أن يحافظ المؤمن والمؤمنة على ثنتي عشرة ركعة ، يصلي أربعا قبل الظهر بتسليمتين ، ويصلي ثنتين بعد الظهر ، ويصلي ثنتين بعد صلاة المغرب ، ويصلي ثنتين بعد صلاة العشاء ، وثنتين قبل صلاة الصبح ، هذا هو الأفضل ، والأفضل أن تكون في البيت لا في المسجد ؛ لأن النبي عليه السلام حث على الصلاة في البيت ، وقال : (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 272) أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة وقال : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تتخذوها قبورا فالسنة أن يصلي هذه الرواتب وهذه النوافل في البيت ، هذا هو الأفضل ، وإن صلاها في المسجد فلا حرج ، لكن في البيت أفضل ، وسمعت أنه عليه الصلاة والسلام قال : من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة وهذا فضل عظيم ، ينبغي للمؤمن والمؤمنة ألا يفرطا في هذا الخير العظيم .