ج : شروط الخطيب أن يكون ذا علم وذا بصيرة ، أو يخطب من كتاب مأمون قد وضعه أهل العلم والبصيرة ، فيخطب منه للناس إذا كان صوته يسمع الناس ، أو من طريق المكبر ، وكان عدلا ، أما إذا كان معروفا بالمعاصي فينبغي ألا يولى الخطابة ، ينبغي أن يولى أهل العدل والخير والفضل ، فالمقصود أن الخطيب إذا كان مسلما صحت صلاته ، وصحت خطبته إذا حصل المقصود بها من وعظ الناس وتذكيرهم من جهة نفسه لكونه عالما . أو من كتاب يحصل به المقصود مما ألف في خطب الجمعة ، فلا حرج في ذلك ، وينبغي للمسؤولين ألا يولوا إلا أهل الفضل والعدالة والاستقامة ، لكن لو قدر أنه ذو معصية وصلى بالناس صحت صلاتهم في الصحيح ما دام مسلما ، فالمعصية لا تبطل صلاته ، ولا صلاة من خلفه ، لا جمعة ولا جماعة ، لكن المسؤولون المشروع لهم والواجب عليهم أن يتحروا في ذلك ، وأن يجتهدوا بتولية الأخيار ، وألا يولوا على أمور المسلمين لا في الإمامة ولا في الأذان ولا في الخطابة (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 211) إلا من عرف بالخير والاستقامة والأهلية للخطابة ، لأنه ذو علم وبصيرة وكفؤ للإمامة ، لأنه ذو فضل وبصيرة وأنه صالح للإمامة ، وهكذا في الأذان ، ذو أمانة وعدالة وصوت حسن ، فالمسؤولون يختارون لهذه الوظائف من هو أهل لها ، وإذا علموا أن هذا الرجل ليس صالحا لهذه الوظيفة أما لعي في لسانه فما يصلح أن يكون خطيبا ، أو لأنه معروف بالمعاصي أو بالبدعة فلا يولى ، وهكذا الإمام لا يولى إذا كان معروفا بالمعاصي ، لا يولى على المسلمين إلا خيارهم وأفاضلهم ومن هو صالح للإمامة لحسن تلاوته وعدالته في نفسه ، وكونه أهلا للصلاة في طمأنينته وأداء حق الصلاة ، وهكذا الخطيب يكون أهلا لذلك ، يحسن الخطابة ، ولأنه ذو علم وفضل ، أو لأنه يخطب من كتاب معروف معتمد من تأليف أهل العلم والبصيرة المعروفين بالاستقامة .