بيان النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة

(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 60)  31- بيان النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة س : من المستمعة : أ . ع . من السودان ، تقول : قرأت في كتاب : زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه نهى عن التشبه بالحيوانات في الصلوات ، فنهى عن بروك كبروك الجمل ، والتفات كالتفات الثعلب ، وافتراش كافتراش السبع ، وإقعاء كإقعاء الكلب ، ونقر كنقر الغراب ، ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمس . فهل هذا الحديث صحيح ؟ أرجو توضيح هذه الحركات لكي أتجنبها ؛ لأني أحب أن أهتم بكل شيء ، وأن أتحرى السنة الصحيحة ، جزاكم الله خيرا

ج : ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله صحيح ، والمشروع للمؤمن أن يحذر هذه الأشياء التي يشابه فيها السباع ، ينبغي له أن يتأدب بالآداب الشرعية ، وأن يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول : صلوا كما رأيتموني أصلي فالمؤمن يتشبه بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ويتأسى به ، ولا يتشبه (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 61) بالبهائم ولا بالسباع ، بروك البعير كونه يبرك على يديه ، السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند السجود ينزل على ركبتيه ، هذه السنة ، ثم يديه بعد ذلك إلا إذا كان عاجزا لكبر سن أو مرض ، فلا بأس أن يقدم يديه . كذلك كونه ينقر الصلاة لا ينقرها بل يطمئن ، ولا يعجل في ركوعه ولا في سجوده ، يطمئن في السجود وبين السجدتين في الركوع ، وهكذا إذا رفع من الركوع يعتدل ويطمئن ، ولا يعجل ولا ينقر الصلاة بل يطمئن . وهكذا لا يفترش ذراعيه كافتراش السبع ، إذا سجد يرفع ذراعيه ويعتمد على كفيه في الأرض . وهكذا لا يقعي كإقعاء الكلب ، إذا جلس فالإقعاء المنهي عنه كونه ينصب ساقيه وفخذيه وهو جالس ، ويعتمد على يديه كإقعاء الكلب ، بل السنة أن يفترش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى ، ويجلس على الرجل اليسرى ويجعل يديه على فخذيه أو ركبتيه ، هذه السنة ، أما أن ينصب فخذيه وساقيه ويعتمد على يديه على الأرض كالكلب المقعي ، أو السبع المقعي هذا هو المكروه المنهي عنه . وهكذا الإيماء بالأيدي ، كانوا يومئون بأيديهم عند السلام ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يسكنوا في الصلاة ، وألا يومئوا بأيديهم ، يكفي السلام والالتفات من دون الإيماء باليدين ، هكذا السنة .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: