ج: السبب في قول المصلي في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) وفي سجوده: (سبحان ربي الأعلى) هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك في صلاته؛ لما رواه حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) وفي سجوده: ( سبحان ربي الأعلى ) أخرجه أبو داود في (سننه) انظر (عون المعبود ج 5 ص 142) وأخرجه النسائي في (سننه) نحوه، ولما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أخرجه مسلم في (صحيحه ج 4 ص 196) وأخرج الإمام أحمد نحوه في (المسند ج 1 ص 155، 219) ولما رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لما نزلت: فسبح باسم ربك العظيم ، قال: اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت: سبح اسم ربك الأعلى قال: اجعلوها في سجودكم أخرجه أبو داود في (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 361) (سننه ج 5 ص 140) وأخرج الإمام أحمد في (المسند) نحوه، فالأدعية التي تقال في الصلاة من الأمور التوقيفية التي لا تقال إلا بدليل من الكتاب أو السنة وقد ندرك الحكمة منها أو بعضها، وقد تكون الحكمة مما استأثر الله بها، لكن الإنسان وهو راكع لله وخاضع وخاشع له في حال الركوع فإن من المناسب أن يسبح الله وينزهه ويثني عليه ويمجده ويستشعر عظمة وقوفه بين يديه بقوله: (سبحان ربي العظيم) فهو العظيم الذي ذلت وخضعت لجبروته الرقاب فإذا سجد كان قول المصلي: (سبحان ربي الأعلى) وهو في هذه الحالة في غاية المناسبة فلما كان المصلي حال سجوده يضع أشرف شيء فيه وهو وجهه وأنفه على الأرض وهو في حال أذل ما يكون لربه خضوعا واستكانة وخشوعا لربه وأقرب ما يكون من ربه ناسب أن يقول وهو على هذه الصفة: (سبحان ربي الأعلى). وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو نائب الرئيس الرئيس بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز