ج: الحديث عام وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا (الجزء رقم : 29، الصفحة رقم: 289) الدعاء وروى مسلم في صحيحه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . يعني فحري أن يستجاب لكم، فالدعاء في السجود مشروع، فينبغي الإكثار منه وليس له حد محدود، بل يدعو العبد بما يسر الله له بما تقتضيه حاجته، ولكن إذا دعا بالدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أفضل. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم في السجود: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره رواه الإمام مسلم في الصحيح ، أما الدعاء الذي ذكره السائل فهذا بين السجدتين وهو قوله عليه الصلاة والسلام: اللهم (الجزء رقم : 29، الصفحة رقم: 290) اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا بين السجدتين، فإن دعا به في السجود أو في آخر التحيات، أو دعا بحاجات أخرى له فلا بأس، مثل: اللهم اشفني من مرضي، اللهم ارزقني زوجة صالحة، اللهم يسر لي ذرية طيبة. فهذا وأشباهه لا بأس به، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخصص دعاء دون دعاء، بل قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء وذلك يعم الدعاء المأثور وغير ذلك كما تقدم، ولا فرق في ذلك بين صلاة الفرض وصلاة النفل، لعموم الحديثين المذكورين. والله ولى التوفيق.