ج : من كان عليه صلوات يقضيها كما لو أداها : إن كانت جهرية قضاها جهرا ؛ كصلاة الفجر والعشاء والمغرب ، وإن كانت سرية يقضيها سرية ؛ كصلاة الظهر والعصر ، يقضيها كما يؤديها في وقتها ، هذا إذا كان تركها عن نسيان أو عن نوم ، أو عن شبه مرض يزعم أنه لا يستطيع فعلها في وقت المرض وأخرها جهلا منه ، فهذا يقضيها كما كانت . أما إذا كان تركها تعمدا ، ثم هداه الله وتاب فليس عليه قضاء ؛ لأن تركها كفر إذا كان تعمدا ، فإذا تاب إلى الله من ذلك فليس عليه قضاء ، وإنما التوبة تمحو ما قبلها إذا تاب توبة صادقة من تركه للصلاة محا الله عنه بذلك ما ترك ، وليس عليه قضاء في أصح قولي العلماء ، إنما القضاء في حق من تركها نسيانا أو جهلا منه في وجوب أدائها بشأن مرض أصابه ، فأراد أن يؤخرها حتى يصليها وهو صحيح ، أو بسبب نوم ، فهذا الذي يقضي ، أما الذي يتركها تعمدا والعياذ بالله من ذلك - فهذا كفر ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 176) كفر خرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح ، عن بريدة رضي الله عنه ، وقال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة خرجه الإمام مسلم في صحيحه ، وفيه أحاديث أخرى تدل على ذلك . فالخلاصة أنه إذا تركها عمدا تهاونا بها أو جحدا لوجوبها كفر ، فإن كان جاحدا لوجوبها كفر إجماعا ، أجمع العلماء على أن من جحد وجوب الصلاة كفر إجماعا ، نسأل الله العافية ، أما إن تركها تهاونا وتكاسلا فهذا قد شابه المنافقين ، وذلك كفر أكبر في أصح قولي العلماء ، فعليه التوبة إلى الله التوبة الصادقة النصوح ، المتضمنة الندم على ما مضى ، والإقلاع من ذلك ، والعزم ألا يعود لمثل ذلك ، فهذا تكفيه التوبة والحمد لله ولا قضاء عليه .