ج : الواجب على الأئمة أن يتقوا الله ، وأن يطمئنوا في صلاتهم في ركوعهم وسجودهم ، وأن يرتلوا القراءة ، ويطمئنوا في القراءة ، (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 320) حتى يؤدوا كلام الرب في عبارة واضحة ، وألفاظ واضحة ، هذا الواجب على الأئمة؛ أن يجتهدوا في الطمأنينة والخشوع في الصلاة؛ حتى يستفيدوا ويستفيد من خلفهم ، وحتى يؤديها كما شرع الله ، وقد قال الله سبحانه : قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسيء في صلاته أن يطمئن ، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا الحديث . فالواجب على الأئمة أن يعنوا بهذا الأمر ، وأن يطمئنوا في ركوعهم وسجودهم ، وبعد الركوع وبين السجدتين ، وأن يعنوا بالقراءة ، أن يقرؤوا قراءة واضحة بينة ، ليس فيها خفي ولا إسقاط شيء من الحروف ، وأن يمكنوا من وراءهم من قراءة سورة بعد الفاتحة ، وإن كانت غير واجبة ، لكن أفضل في السرية ، يقرأ المأموم الفاتحة وما تيسر معها مع إمامه ، والإمام كذلك يقرأ سورة مع الفاتحة ، أو آيات في السرية وفي الجهرية ، لكن في السرية يقرأ المأموم زيادة على الفاتحة ، وفي الجهرية تكفي الفاتحة ، (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 321) وينصت لإمامه في الجهرية ، تكفيه الفاتحة لكنه في السرية يقرأ مع الفاتحة ما تيسر ، فإذا لم يتمكن المأموم أن يقرأ مع الفاتحة شيئا ؛ لأن الإمام استعجل فلا يضره ، ذلك لأن الواجب الفاتحة ، وما زاد عليها ليس بواجب ، فلا يضر هذا بالصلاة ولا يبطلها ، ولكن يجب أن يعتني بالركوع والسجود ؛ من جهة الطمأنينة وبين السجدتين وبعد الركوع كذلك ، هذه أمور عظيمة وفريضة لا بد فيها من الطمأنينة والاعتدال الكافي ، أما القراءة الزائدة على الفاتحة فليس بواجب ، وإنما هو سنة ، فإن تيسر فهو الأفضل للإمام والمأموم ، وإن لم يتيسر صار نقصا لا يضر الصلاة ، ولا يبطلها .