حكم صلاة من يدافعه الأخبثان

س: إذا كان الإنسان مصابا بمرض ، كثير التبول ، إذا دخل الخلاء وقضى حاجته ثم توضأ وذهب إلى المسجد ، وبعد حوالي عشر دقائق جاء البول فهل يصلي؟ أو هل يترك الصلاة ويذهب يَتَبَوَّلُ؟ أفيدونا جزاكم الله عنَّا خيرا

ج : إذا حضرت الصلاة وحضر ما يشوش عليه صلاته؛ من بول أو غيره فإنه ينفتل ينصرف من المسجد ليتوضأ؛ لأن النبي عليه السلام قال: لا صلاة بحضرة الطعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان والأخبثان هما البول والغائط ، إذا كانا يدافعانه ويشقان عليه فإنه لا (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 435) يصلي ، بل يرجع إلى البيت حتى يتخلص منهما ، ثم يصلي ولو في بيته ، إذا كان لا يلحق على الجماعة يصلي في بيته؛ فصلاته في بيته مع الخشوع والسلامة من المدافعة أولى ، وأفضل من صلاته مع الإمام وهو يدافع الأخبثين ، والرسول صلى الله عليه وسلم أراد بهذا العناية بالصلاة وتعظيم شأنها؛ حتى تؤدى على خير وجه ، فالمشغول بالبول أو بالغائط قد لا يؤدي الصلاة على الكمال ، قد ينشغل بهذين الأخبثين فلا يؤديها كما ينبغي ، لكن لو كان التأثر بهما قليلا ضعيفا ، ما يشوش عليه صلاته فإنه يصلي ثم يخرج ولا يذهب إلى البيت ، إذا كانت المسألة خفيفة المدافعة لا تؤثر على صلاته ، ولا تخل بخشوعه؛ لأنه إنما أحس بشيء قليل لا يشق عليه فإنه يصلي . أما إذا كانت المدافعة شديدة وقوية فإنه يخرج من المسجد ، بل ويقطع الصلاة حتى يتفرغ منهما . وفي مثل حالة السائل لإصابته بمرض سرعة التبول فإن الأولى ألا يعجل بحضوره للمسجد بالوضوء؛ حتى يكون مجيئه قرب إقامة الصلاة؛ حتى يتمكن من أدائها مع الجماعة ، ثم يرجع سليما ، هذا ما ينبغي أن يلاحظه الذي أصيب بسلس البول أو الريح أو ما أشبه ذلك ، ينبغي له أن يتحرى قرب الإقامة حتى يتمكن من الأمرين: صلاة الجماعة وسلامة الطهارة .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: