بيان العذر الشرعي للمتخلف عن جماعة المسجد

س: هناك مجموعة من الرجال يسكنون في منزلٍ بعيدٍ عن الناس ، فهو بعيد قليلا ، وأقرب مسجد لهذا المنزل يبعد أكثر من الكيلو بقليل ، وهم يسمعون النداء من مساجد تبعد أكثر من كيلوين؛ بسبب عوامل منها قوة مكبرات الصوت ، ومن هؤلاء الرجال من يجيد القراءة ، وقد جعلوه إماما ، وجعلوا لهم مكانا مخصصا للصلاة ، وهم يصلون الصلوات كلها جماعة ، ويقيمون الصلاة ، فهل يجوز لهؤلاء الصلاة في مسجدهم الخاص هنا ، حتى ولو كانوا ثلاثة أو أربعة ، مع أن وسائل النقل موجودة ، وهي تصعب في بعض الأوقات؟ جزاكم الله خيرا

ج : إذا كانوا يسمعون النداء بدون المكبر ، إذا استمعوا له في الأوقات الهادئة ، يسمعون النداء فيلزمهم الذهاب إلى المسجد على (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 430) أقدامهم أو بواسطة وسائل النقل ، أما إذا كانوا بعيدين بحيث لا يسمعون النداء إلا بالمكبر فإنه لا يلزمهم ، وإذا صلوا جماعة في مكانهم كفى ذلك ، وإذا صبروا وذهبوا إلى المساجد ، ولو ما سمعوا النداء إلا بالمكبر ، ذهبوا على الأقدام أو بواسطة وسائل النقل هذا خير لهم وأفضل وأبعد عن الشبهة ، وعن التساهل بهذا الأمر العظيم ، فنصيحتي لهؤلاء الصبر على بعض التعب والذهاب إلى المساجد؛ لأن الشيطان قد يزين لهم التساهل ، ويقول لهم: إنكم لا تسمعون النداء . هم يسمعون النداء لو استمعوا ، لكن ينبغي للمؤمن أن يتحرى الخير وأن يسارع إليه ، وأن يبتعد عن الشبهة؛ حتى لا يتهم بالتساهل في أمر الله . والذهاب على الأقدام كله خير؛ لأن كل خطوة يرفعه الله بها درجة ويحط بها عنه خطيئة ، ويكتب الله بها حسنة ، هذا خير عظيم ، وهكذا في السيارات كذلك ، فنصيحتي للجميع العناية بالصلاة في الجماعة ، والذهاب إلى المساجد ولو فيها بعض التعب اليسير ، فالحمد لله لكن الرخصة لهم رخصة إذا كانوا لا يسمعون النداء إلا بالمكبرات ، لا يسمعون النداء لبعد المسجد عنهم فلا حرج عليهم .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: