بيان أن العقيدة الصحيحة شرط في تولي إمامة الصلاة

س : السائل يقول : كثير من إخواننا أصبحوا يشتكون من أئمة مساجد كانوا معروفين بأنهم من القبوريين ، وآخرون يشتكون من أئمة يعرفون أنهم ينتسبون لفرقة كذا ؛ كالأشاعرة مثلاً ، وهلم جرا ، يشتكون كثيرًا من هذه الأمور نريد كلمة حول هذا لو تكرمتم .

ج : الواجب على وزارة الحج والأوقاف والمسؤولين فيها أن يخافوا الله عز وجل ، وأن يحذروا التساهل في هذا الأمر ، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في اختيار الأئمة ، وألا يولى إلا المعروف بالعقيدة الصحيحة السلفية ، وألا يولى إلا من هو بالمظهر الشرعي ، قد أعفى لحيته وترك الإسبال ؛ حتى يكون إبراء للذمة ، هذا هو الواجب عليهم ، يجب على ولاة الأمور ومنهم وزارة الحج والأوقاف والمسؤولين ، الواجب عليهم أن يتحروا الأئمة ، وهكذا المؤذنين ، لكن الإمام (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 19) أعظم فيجب أن يتحروا فيه ، ألا يولوا إلا من هو صالح للإمامة في عقيدته ، وفي مظهره الشرعي ، والعقيدة أهم وأعظم ، الواجب على المسؤولين في الأوقاف أن يعنوا بهذا الأمر ، وأن يتقوا الله وأن يتعاونوا مع المحاكم ، ومع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ، ومع الهيئة ومع كل من يظنون فيه الخير أن يختار لهم الإمام ، وأن يعينهم وأن يدلهم ويرشدهم على الأئمة ، والواجب على أهل العلم من المدرسين والقضاة أن يستجيبوا للإمامة ؛ حتى يسدوا هذا الفراغ العظيم الذي أحوج الأوقاف إلى أن تستورد من لا يرضى في دينه ، ولا في خلقه ، الواجب على القضاة وعلى العلماء أن يشاركوا في الإمامة ، وأن يحتسبوا الأجر ، وأن يصبروا حتى يسدوا فراغا عظيما في هذه المسألة ، وهنا عزم من الدولة في إيجاد معاهد للأئمة والخطباء ، هذا متى تحقق إن شاء الله سد هذه الثغرة ، وسد هذا الفراغ ، وقد تمت الموافقة على افتتاح معهد للأئمة والخطباء في الرياض ، ونرجو أن يفتتح مثله في المدينة ومكة ، وهكذا في المدن الأخرى ؛ كالقصيم وحائل وأبها ونحو ذلك ؛ حتى يسد هذا الفراغ ، للضرورة الداعية إلى هذا الأمر ، فنسأل الله أن يوفق الدولة للبدار لهذا الأمر ، وهذا المعهد سيكون عن طريق جامعة الإمام محمد بن (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 20) سعود ، وهي أهل لهذا الأمر ، فنسأل الله أن يسهل افتتاحه في هذا العام ، وقد تمت الإجراءات فيما بلغني ولم يبق إلا الشيء اليسير ، ونرجو أن يتم هذه الأيام حتى يفتح ، ثم يفتح بعده إن شاء الله معاهد أخرى في مكة المكرمة ، وفي المدينة المنورة وغيرهما من المدن التي ينبغي أن يفتح فيها هذا الشيء ؛ لأن الحاجة ماسة بل لضرورة لهذا الأمر ، وهذا لا يعفي العلماء من المدرسين وغيرهم ، ولا يعفي القضاة من الاستجابة ، بل عليهم فيما أعتقد أن يستجيبوا ، وأن يؤموا المساجد المحتاجة ، وأن يحتسبوا الأجر ؛ حتى يوجد من يقوم مقامهم ويسد عنهم هذا الفراغ ، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: