سمعت أن ترتيب الصفوف في المسجد يكون كالتالي: الرجال أولا ثم الأطفال ثانيا ثم النساء في الأخير، فهل هذا حديث نبوي؟ أو جاء معناه في حديث نبوي؟ وما حكم مخالفة هذا الترتيب ؟ فما حكم هذا التصرف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من ترتيب الصفوف حيث يقدم الرجال ثم الصبيان ثم النساء، هو أمر مستحب، ومخالفته مكروهة لكنها لا تبطل الصلاة، جاء في الكافي لابن قدامة: فإن اجتمع رجال وصبيان وخناثى ونساء تقدم الرجال ثم الصبيان ثم الخناثى ثم النساء، لما روى أبو مالك الأشعري أنه قال: ألا أحدثكم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أقام الصلاة فصف الرجال ثم صف خلفهم الغلمان ثم صلى بهم ثم قال: هكذا قال عبد الأعلى لا أحسبه إلا قال صلاة أمتي ـ رواه أبو داود. انتهى.
وفي الشرح الممتع لابن عثيمين قوله: ويليه الرجال ثم الصبيان ثم النساء، يليه أي: يلي الإِمامَ في الصَّفِّ إذا اجتمعَ رجالٌ ونساءٌ صغارٌ أو كبارٌ الرجال وهم: البالغون، لأن وَصْفَ الرَّجُلِ إنما يكون للبالغ، فإذا أرادوا أن يصفُّوا تقدَّمَ الرِّجالُ البالغون ثم الصبيانُ، ثم النساءُ في الخلفِ، والدَّليلُ قول النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: ليلني منكم أولو الأحلامِ والنُّهى ـ وهذا أمْرٌ وأقلُّ أحوالِ الأَمْرِ الاستحبابُ. انتهى.
وقال النووي في المجموع: وإن حضر رجال وصبيان وخناثى ونساء تقدم الرجال ثم الصبيان ثم الخناثى ثم النساء لما ذكره المصنف. انتهى.
وقال أيضا: قال أصحابنا هذا كله مستحب ومخالفته مكروهة ولا تبطل الصلاة. انتهى.
والله أعلم.
مصدر الفتوى : اسلام ويب