ج : هذه مسألة خلاف بين أهل العلم : أن تقرأ الحائض والنفساء أم لا؟ والأرجح أنها تقرأ عن ظهر قلب ؛ لأنها قد تنساه وتطول المدة ، وقال بعض أهل العلم : ليس لها أن تقرأ إلا إذا خشيت النسيان ، إذا خافت فلها أن تقرأ وإلا فلا ، والأرجح والأقرب أن لها أن تقرأ عن ظهر قلب ، ولها أن تراجع المصحف من وراء القفازين ، من وراء ستر ، يعني عند الحاجة ، هذا هو الأرجح لعدم الدليل على المنع ، أما حديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تقرأ الحائض ولا الجنب القرآن فهو (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 445) حديث ضعيف في حق الحائض ، أما الجنب فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يقرأ إذا كان جنبا ، كان لا يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة ، عليه الصلاة والسلام ، ولم يحفظ عنه فيها شيء من الأحاديث أنه منع الحائض من القراءة أو النفساء ، وقياسه مع الجنب لا يصح ؛ لأن الجنب مدة يسيرة يغتسل ويقرأ ، أما الحائض مدته طويلة ؛ أسبوع أو أكثر ، والنفساء مدته طويلة أكثر وأكثر ، هذا قد يسبب النسيان لما حفظت ، وأيضا قد يسبب قسوة القلب ، وكونها تقرأ وتتدبر القرآن عن ظهر قلب وتراجع المصحف عند الحاجة هذا خير لها في دينها ودنياها .