ج: كان عليه الصلاة والسلام يسرد الصوم في بعض الأحيان حتى يقول الصحابة: لا يفطر، وكان يسرد الإفطار حتى يقولوا: لا يصوم، على حسب فراغه وشغله، فإن حصل له فراغ سرد الصوم، وإن حصل له شغل سرد الإفطار، عليه الصلاة والسلام، وكان يصوم الاثنين والخميس، فإذا شغل عنهما صام بعد ذلك وسرد الصوم عليه الصلاة والسلام، وكان يحث الناس على صيام الاثنين والخميس ويقول: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم وكان يحث الناس على صيام ثلاثة أيام، من كل شهر، عليه الصلاة والسلام، ويقول: الحسنة بعشر أمثالها والثلاثة من كل شهر بالثلاثين؛ لأنها من عشرة، والحسنة بعشرة أمثالها، فمن صام ثلاثة أيام من كل شهر، فكأنما صام الدهر، وهكذا قال (الجزء رقم : 16، الصفحة رقم: 462) النبي صلى الله عليه وسلم، لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: صم من الشهر ثلاثة أيام فالحسنة بعشر أمثالها، وذلك صيام الدهر ورغب الناس في صيام ست من شوال، فقال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى، وقال لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لما طلب منه أن يسمح له بصيام الدهر قال: صم يوما وأفطر يوما فذلك صيام داود عليه السلام وهو أفضل الصيام