ج : أولا نسأل الله للسائلة أن يوفقها لما فيه رضاه ، وأن يصلح قلبها وعملها ، وأن يرشدها إلى خير الأمور ، وأن يهبها ثباتا واستقامة وصلاحا ورشدا ، ويدلها على الخير الذي به الطمأنينة ، وبه السعادة العاجلة والآجلة ، ونصيحتي : أن تكثر السائلة من القرآن الكريم بالتدبر والتعقل في الأوقات المناسبة مع مطالعة كتب السنة وكتب التفسير التي (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 23) تنفعك مثل رياض الصالحين ، وبلوغ المرام ، والوابل الصيب ، وتفسير ابن كثير ، والبغوي ، وابن جرير ، هذه التفاسير مفيدة ، وتفسير الشوكاني حتى تستفيدي ، وحتى تشغلي الوقت بما ينفعك ، وأمر آخر وهو مجالسة الأخيار من أهل بيتك والأنس بهم من أب وأم ، وأخوات صالحات ، تشغلين به بعض الوقت أيضا ، وإذا كنت لست ذات زوج ، أن تحرصي على الزواج ، ولو أن تخطبيه أنت ، تنظرين من أقاربك من هو طيب ومن هو صالح لك من أبناء العم أو أبناء الخال أو غيرهم ، ممن تعرفين ، ثم تطلبين من أبيك أو غيره من أوليائك أن يتوسط في هذا وتقولين بلغني عنه كذا وكذا من غير ريبة بل بالسؤال عنه ، تعرفي عليه ، فإذا عرفت أنه صالح وأنه جيد قلت لأبيك : إنك تطلبين فلانا حتى يتزوجك ، وتنصحي بألا يتكلف بالمهور ، ولا في الولائم وأن يتسامح معه في المهر وفي الوليمة ، كل هذا من أسباب الهدوء ، ومن أسباب الثبات ومن أسباب زوال هذه الوساوس وهذه الأفكار الرديئة ، وإن كنت ذات زوج فالحمد لله ، عليك أن تعيشي معه طيبا ، وأن تعامليه بخير ، وأن تعاشريه بالمعروف ، وأن تجتهدي في أسباب الألفة معه والمحبة ، وقضاء الوطر الشرعي ، مع العناية بما يتقدم من قراءة القرآن الكريم بتدبر وكثرة الذكر والاستغفار ، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 24) والإكثار من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومع المطالعة للكتب النافعة ، كل هذا من أسباب زوال ما ذكرت من القلق والوساوس التي قد تضرك ، وأسأل الله لك الهداية والتوفيق وصلاح النية والعمل