ج : الصدقة الجارية ، يعني : مستمرة ، التي تبقى بعد موت الشخص ، وتستمر حسب التيسير ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 278) انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له فإذا سبل بيتا مثلا تصرف أجرته في أعمال الخير ، صدقة للفقراء ، في مساعدة طلبة العلم ، في الحج ، في العمرة ، في الأضاحي ، كل هذا صدقة جارية ، أو سبل أرضا تزرع بالإيجار ، تصرف الأجرة في أعمال الخير ، أو دكانا - يعني : حانوتا - يؤجر ، وتصرف أجرته في أعمال الخير ، كل هذه صدقة جارية ، وهكذا لو جعل في بيته شيئا معلوما ، قال : في بيته كل سنة مائة ريال أو ألف ريال يتصدق به على الفقراء ، يبقى في البيت ، وهكذا من صار إليه البيت ، ولو بالشراء يخرج هذه الصدقة الجارية ، وأما العلم النافع فمعناه تعليم الطلبة ، تعليم الناس العلم ، الطلبة الذين يخلفم ينتفع الناس بتحصيلهم العلم ، يكون له أجر في تعليم الناس وانتفاعهم هم أيضا ، انتفاعهم بتعليم الناس العلم ، بالإصلاح والتعليم ، والتذكير ونحو ذلك ، يكون له أجر في ذلك ، لهم أجر ، وله أجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من دل على خير ، فله مثل أجر فاعله فهو له أجر التعليم والدلالة عليه ، ولهم أجرهم أيضا للتعليم والدلالة على الخير ، وفضل الله واسع ، وهكذا لو ألف مؤلفات نافعة هو (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 279) من تعليم العلم أيضا ، فالأئمة رحمهم الله الذين خلفوا كتبا نافعة أجرهم باق مثل : البخاري ، ومسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وغيرهم . لهم أجر هذه الكتب النافعة التي خلفوها رحمة الله عليهم ، وهكذا كل مسلم يخلف كتابا نافعا مفيدا ينتفع به الناس له أجره .