ج : لا تشرع قراءة الفاتحة ولا غيرها من السور ، إذا زار المؤمن القبور يسلم عليها فقط ، هذا المشروع ، أما كونه يقرأ الفاتحة أو غيرها من القرآن فليس لهذا أصل ، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا فالقبور ليست محل صلاة ولا محل قراءة ، وقال : فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فالقرآن محله المساجد والبيوت ، وليس محله القبور ، فلا يقرأ في المقبرة لا الفاتحة ولا غيرها ، والأحاديث التي يرويها بعض الناس (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 251) في القراءة في المقابر ، وأنها تنفع الموتى كل ذلك لا أصل له ، كلها غير صحيحة ، وإنما السنة لمن زار القبور أن يسلم عليهم السلام المشروع ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية ولم يعلمهم أن يقرؤوا الفاتحة أو غيرها من القرآن هكذا كان يعلمهم يقول ، قولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية وكان عليه الصلاة والسلام إذا زارها يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وفي رواية : يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين هذه الدعوات التي تقال عند الزيارة : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، غفر الله لنا ولكم ، وما أشبه هذا الكلام ، هذا هو السنة ، أما القراءة فلا أصل لها ، ولا تشرع لا قبل الزيارة ولا بعدها ولا عندها .