حكم القول باستشهاد من صدمته السيارة

س : كان أحد إخوتي يقود السيارة بسرعة شديدة ، وأخي الثاني جالس إلى جوار حائط المنزل ، فقدر الله أن تندفع السيارة تجاهه ، وقد أحدث ذلك إصابات بليغة ، توفي على أثرها في الحال دون أن ينطق بأي كلمة ، وعندما قدم المعزون ذكر العديد منهم أنه يعتبر شهيدا ، وأخبروا بأن العلماء قد أجمعوا على ذلك ، لأن الوفاة في حادث سيارة يدخل في حكم الهدم ، فهل صحيح أنه شهيد ؟

ج : نرجو ذلك ، فالأقرب - والله أعلم - أنه في حكم الشهيد ، لأن ضرب السيارة له أو انقلابها به أو المصادمة كل هذه في حكم الهدم ، وهو إن شاء الله - شهيد إذا دفعته السيارة ، أو انقلبت به السيارة ، أو صدمته السيارة من أمام أو من خلف ، كله في حكم الشهداء إن شاء الله ، أي من جهة الأجر ، لكن يغسل ويصلى عليه ، أما الشهداء الذي لا يغسلون ولا يصلى عليهم هؤلاء شهداء المعركة الشهداء في المعركة الذين يقتلون ويموتون في المعركة ، معركة الجهاد في سبيل الله ، هؤلاء لا يغسلون ولا يصلى عليهم ، بل يدفنون في ثيابهم ودمائهم كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قتلى أحد ، الذين ماتوا في وقعة أحد شهداء المعركة لم يغسلهم ولم يصل عليهم ، عليه الصلاة والسلام ، وأخبر أنهم أحياء عند ربهم يرزقون . أما الذي مات في هدم أو غرق ، أو في مواضع في البطن ، أو الطاعون هؤلاء يقال عنهم : شهداء . وهكذا في حكمهم من يصدم بالسيارة ، أو تنقلب به السيارة ، أو نحو ذلك ، هؤلاء لهم حكم الشهداء من جهة الأجر ، لكنهم يغسلون ويصلى عليهم .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: