حكم الاستدانة لإقامة الاحتفالات للميت

س : ما حكم العادات التي عليها الناس بعد وفاة متوفى لديهم ، فهم يضطرون لأن يستدينوا من أجل الاحتفالات التي تقام للأكل والشرب وما أشبه ذلك حتى وإن كان المتوفى فقيرا ولم يخلف شيئا ؟

ج : قد كتبنا في هذا أحوبة كثيرة ، وقد نبهنا في هذا البرنامج مرات عديدة على أنه لا يجوز الاحتفال عند الموت لأحد من الناس ، فليس لأهل الميت أن يقيموا احتفالا بذلك ، ولا يذبحوا ذبائح ، ولا يضعوا طعاما للناس ، كل هذا من البدع والجهالات التي كان يفعلها بعض الناس ، وهي من الجاهلية ؛ فقد ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة فهذا من عمل الجاهلية ، ومن النياحة التي كانوا يفعلونها في الجاهلية ، (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 385) فالواجب على المسلمين إذا مات الميت أن يسألوا الله له المغفرة والرحمة ، وأن يتركوا هذه الاحتفالات ، وهذه الأطعمة التي تقام من أهل الميت ، وقد يكون الميت فقيرا ، وقد يكون عنده أيتام فيضرونهم ، المقصود أنها لا أصل لها حتى ولو كان غنيا ، ولا ينبغي فعلها ، ولا يجوز فعلها ، لكن يشرع لجيرانهم وأقاربهم أن يصنعوا لهم طعاما ؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة ، ولهذا ثبت من حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه نعي جعفر لما قتل في مؤتة ، وجاء نعيه إلى المدينة ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أهله أن يصنعوا لآل جعفر طعاما ، قال : لأنهم أتاهم ما يشغلهم فإذا صنع لهم طعام من جيرانهم أو أقاربهم وأرسل إليهم لأنهم مشغولون بالمصيبة فهذا مستحب ، هذا سنة ، أما أهل الميت فليس لهم صنع الطعام ، ولا ينبغي لهم أن يصنعوا للناس الطعام ، أما إذا صنعوه لأنفسهم ولأكلهم أو لضيوف نزلوا بهم فلا بأس ، أما أن يصنعوه من أجل الميت ، مأتما للميت لينوحوا عليه أو يقيموا عليه الأشعار والمراثي ، أو يدعوا الناس إلى ذلك ، كل هذا من البدع ، كل هذا من الجهالات ، ومن أمر الجاهلية ، لا يجوز ، المقصود من هذا كله أن المنكر هو أن يصنعوا للناس ، أهل الميت يصنعون طعاما ليجمعوا الجيران أو الأقارب وينوحوا أو ليقرؤوا أو غير هذا ، هذا هو المنكر ، هذا هو (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 386) الجاهلية ، لا ينبغي لأهل الإيمان وأهل الإسلام أن يعتادوا أمر الجاهلية ، ويفعلوا أمر الجاهلية ، بل ينبغي التواصي بتركهم أمر الجاهلية ، هكذا ينبغي للمسلمين ، وأما جيرانهم وأقاربهم فيستحب لهم أن يصنعوا لهم طعاما يوصلونه إليهم ؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة ، هذا إذا تيسر فهو أفضل ، وهذا سنة .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: