الحكمة في منع النساء من زيارة القبور

س : السائلة تقول : نعلم بأن زيارة القبور محرمة على النساء ، ولكن السؤال : إذا مرت المرأة في طريقها بالقبور ، فهل تقول دعاء (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 462)  المرور بالقبر ، وما الحكمة من منع النساء من زيارة القبور ؟

ج : قد ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : زوروا القبور ، فإنها تذكركم بالآخرة وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين والحكمة في الزيارة أنها تذكر الإنسان بالموت ، تذكره بالآخرة مع ما فيها من الإحسان للموتى ، والدعاء لهم والترحم عليهم ، أما النساء فقد منعهن الرسول من ذلك ، وكان الرسول منع الجميع من الزيارة سابقا في أول الإسلام لما كان الناس حديثي عهد بالشرك منعوا ، ثم أذن للجميع بالزيارة ، ثم خص الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرجال بالزيارة دون النساء ، بل جاء في الحديث : لعن الله زائرات القبور من النساء والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم - والله أعلم - أنهن قليلات الصبر ، وفتنة للرجال ، فسد الله هذا الباب؛ لأنهن إذا زرن القبور قد لا يملكن أنفسهن من البكاء والعويل والصراخ ، وقد تفتن الرجال (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 463) الزائرين للقبور في الطريق أو في المقبرة أو في الرجوع ، فالحكمة في ذلك - والله أعلم - كما قال أهل العلم أنهن فتنة ، وأنهن قليلات الصبر ، فلا يؤمن عليهن إذا شاهدن القبور قبور آبائهن وأمهاتهن وإخوانهن وأزواجهن أن يقع منهن ما لا ينبغي من الصراخ والنحيب والنياحة ، وشق الثياب ونحو ذلك ، ولا يؤمن أيضا أن يفتن الرجال أو يفتتن بالرجال الزائرين ، والله جل وعلا هو الحكيم العليم ، لا يمنع شيئا إلا لحكمة .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: