حكم من يصلون في البيت مع سماع الأذان_2

س : يوجد كثير من الناس يسمعون النداء للصلاة ، فلا يصلون في المسجد ويصلون في بيوتهم ، وليس لهم أي عذر شرعي ، فهل صلاتهم صحيحة

ج : هذا الذي يفعله بعض الناس من الصلاة في البيت ، مع سماعهم (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 147) النداء هذا منكر في أصح قولي العلماء ، لا يجوز لهم الصلاة في البيت مع سماع النداء وقرب المسجد ، بل الواجب على كل مسلم ذكر أن يصلي في المسجد إذا استطاع ذلك ، ولم يمنعه مرض ولا خوف؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه رضي الله عنهم يصلون في المسجد ويقول : صلوا كما رأيتموني أصلي عليه الصلاة والسلام ، ويقول : من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر . قالوا : ما العذر؟ قال : خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى إذا كان مريضا لا يستطيع فهو معذور ، أو يخاف؛ لأن البلد غير آمنة ، أو لأنه يراقب لقتله أو ضربه فهو معذور ، ويقول صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن أم مكتوم لما استأذن في الصلاة ، وكان رجلا أعمى ، قال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال عليه الصلاة والسلام : هل تسمع النداء للصلاة؟ قال : نعم . قال : فأجب أخرجه مسلم في صحيحه ، فإذا كان الرجل الأعمى الذي ليس له قائد يلائمه ليس له عذر فكيف بالمعافى البصير غير المعذور؟ والمقصود أن الواجب على الرجال أن يصلوا في المساجد مع الجماعة ، وأن يحذروا طاعة الشيطان في الصلاة في البيت . (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 148) وقد دل القرآن العظيم والسنة المطهرة على أن هذا العمل من أعمال المنافقين؛ لأنهم ليس عندهم حسبة ، وليس عندهم إيمان ، فالمقصود أنه من عمل المنافقين؛ ولهذا يقول سبحانه : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها يعني في المسجد - إلا منافق معلوم النفاق فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ، وأن يبادر بالصلاة في المسجد ، وأن يحذر مشابهة المنافقين في ترك الصلاة في المساجد ، وليس هذا خاصا بوقت دون وقت ، بل في جميع الأوقات : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء . يجب على الرجال جميعا أن يصلوا في المساجد ، وأن يحذروا غضب الله وعقابه ، وأن يبتعدوا عن مشابهة أهل النفاق . ومن المصائب العظيمة أن كثيرا من الناس الآن لا يبالي بهذا الأمر ، وهذا وسيلة إلى ترك الصلاة بالكلية ، فإنه متى تخلف عنها في الجماعة وصلى في البيت تمادى به الهوى والشر والكسل حتى يدعها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف يرضى المؤمن لنفسه بأن يشابه (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 149) النساء ؟ فيصلي في البيت ، أو يتشبه بالمرضى العاجزين ، والله قد عافاه وأنعم عليه ، فالواجب البدار والمسارعة إلى الصلاة في المسجد ، وأن يخاف الله ويراقبه سبحانه وتعالى ، وألا يتشبه بالنساء والمرضى والمنافقين . نسأل الله السلامة .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: