ج : هذا ليس بعذر ، بل يجب عليه أن يصلي في المساجد مع المسلمين وإن رأى من لا يحب ، الأمر في هذا واسع وما يضره ، عليه أن يجيب الله ورسوله ، فيفعل ما أمر الله به ورسوله وإن رأى بعض الناس الذين لا يحبهم ، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر خرجه ابن ماجه والدارقطني والحاكم وجماعة بإسناد جيد ، وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله ابن أم مكتوم رضي الله عنه ، قال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ؟ قال عليه الصلاة والسلام : " هل تسمع النداء بالصلاة " ؟ قال : نعم ، (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 129) قال : فأجب رواه مسلم في الصحيح ، هذا أعمى ليس له قائد يلائمه ، فقال له : أجب ، وفي اللفظ الآخر يقول صلى الله عليه وسلم لا أجد لك رخصة فإذا كان أعمى لا يجد له رخصة ، ليس له قائد يلائمه فكيف بحال الرجل الصحيح السليم المعافى البصير . وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا يؤم الناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم هذا يدل على عظم الأمر . وفي مسند أحمد قال : لولا ما في البيوت من النساء والذرية لأقمت الصلاة صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار فالحاصل أن الأدلة واضحة قائمة على وجوب الصلاة في الجماعة في المساجد ، وليس لمن تأخر عنها؛ لئلا يرى بعض الناس الذين لا يحبهم ، ليس لهم عذر في ذلك ، بل عليه أن يتقي الله ويراقب (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 130) الله ، ويصلي مع المسلمين ولو رأى من لا يحب .