حكم صلاة الشكر

س : تقول السائلة : ما هي كيفية صلاة الشكر ؟

ج : ما نعلم صلاة يقال لها : صلاة الشكر ، يقال : سجود الشكر ، لكن إذا صلى الإنسان ركعتين في الضحى أو في الليل أو الظهر وحمد الله وأثنى عليه وشكره على نعمه كله طيب ، الصلاة مطلوبة ، كلها خير في أوقات العبادة ، الضحى كله صلاة إلى وقوف الشمس ، والظهر كله صلاة إلا بعد صلاة العصر ، الليل كله صلاة ، الحمد لله . إذا صلى (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 465) الإنسان ركعتين أو أكثر يشكر الله ويحمده فيها ويسأل ربه الخير ، كله طيب ، لكن ما نعلم في الشرع صلاة يقال لها صلاة الشكر ، نعلم سجدة يقال لها : سجود الشكر ، مثلا الإنسان بشر أن الله وهبه ولدا ذكرا أو أنثى فسجد لله شكرا على هذه النعمة ، أو بشر أن الله عافى ولده ، أو عافى أباه من مرض ، أو أن الذين انقلبت بهم السيارة سلموا ، أو تصادموا ، بشر أنهم سلموا وسجد لله شكرا كل هذا طيب ، أو جاء فتح إسلامي ، إن الله فتح على المسلمين ونصرهم على عدوهم في حرب بين المسلمين وأعدائهم فبشر بأن المسلمين انتصروا سجد لله شكرا ، كما جاء عن الصديق رضي الله عنه لما بشر بأن مسيلمة قتل في حرب اليمامة سجد لله شكرا ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه سجد لله شكرا لما بلغه قتل الأسود العنسي ، المقصود أن السجود لله شكر معروف ، وهو مثل سجود الصلاة سجدة واحدة يسجدها لله ويشكره على ما حصل من النعمة ، يقول سبحان ربي الأعلى : سبحان ربي الأعلى . ويحمد ربه ويشكره ، ويدعوه على ما حصل من النعمة التي له وللمسلمين . والصواب أنها لا تشترط لها الطاهرة ، والجمهور أنها تشترط لها الطهارة لكن الصواب أنها لا تشترط لعدم الدليل لأنها خضوع لله وذكر لله سبحانه وتعالى كأشباه التسبيح والتهليل ، وأشباه القراءة عن ظهر (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 466) قلب ، لا تشترط لها الطهارة مطلقا ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يسجد وهو على غير طهارة ، وكان الشعبي كذلك فيما صح عنهما . والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن مع أصحابه في مجالسهم فإذا سجد سجدوا معه ولم يقل لهم : من كان على غير طهارة فلا يسجد . ومعلوم أن المجالس تشمل من هو على وضوء ومن هو على غير وضوء ، فلو كانت الطهارة شرطا لقال لهم عند السجود : من كان على غير طهارة لا يسجد ، فلما سجد سجدوا معه في مجالسهم دل على أن الطهارة ليست شرطا ، إذ لو كانت شرطا لنبههم عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الله بعثه مبلغا ومعلما ، والبيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة ، واجتماعهم معه في المجالس وسجودهم معه هو وقت الحاجة للبيان .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: