ج: اختلف أهل العلم في حكم ذلك، فكرهه بعضهم وأجازه جمهورهم، ففي كتاب (قيام الليل وقيام رمضان) للشيخ العلامة محمد بن نصر المروزي عن ابن أبي مليكة، أن ذكوان أبا عمرو كانت عائشة أعتقته عن دبر، فكان يؤمها ومن معها في رمضان في المصحف ، وسئل ابن شهاب عن الرجل يؤم الناس (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 205) في رمضان في المصحف، قال: مازالوا يفعلون ذلك منذ كان الإسلام، كان خيارنا يقرؤون في المصاحف. وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه أنه كان يأمره أن يقوم بأهله في رمضان، ويأمره أن يقرأ لهم في المصحف ويقول: أسمعني صوتك. وعن أيوب عن محمد أنه كان لا يرى بأسا أن يؤم الرجل القوم في التطوع يقرأ في المصحف، وقال عطاء في الرجل يؤم في رمضان من المصحف: لا بأس به. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري لا أرى بالقراءة من المصحف في رمضان بأسا، يريد القيام. وقال ابن وهب رحمه الله: سئل مالك رحمه الله عن أهل قرية ليس أحد منهم جامعا للقرآن، أترى أن يجعلوا مصحفا يقرأ لهم رجل منهم فيه؟ فقال: لا بأس به. وفي (المنتهى) وشرحه ما نصه: (ولمصل قراءة في المصحف ونظر فيه، أي: المصحف، قال أحمد : لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف، قيل له: الفريضة؟ قال: لم أسمع فيها شيئا. وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف، فقال: كان خيارنا يقرؤون في المصاحف) اه. وممن كره ذلك مجاهد وإبراهيم وسفيان ، كرهوا أن يؤم الرجل القوم في رمضان في المصحف خشية تشبهه بأهل الكتاب، قال محمد بن نصر في كتابه (قيام الليل وقيام رمضان) وكتاب (الوتر): (إنما كره ذلك قوم لأنه (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 206) من فعل أهل الكتاب؛ فكرهوا لأهل الإسلام أن يتشبهوا بهم)، وأجاب عن القول بالمشابهة بقوله: (وقراءة القرآن بعيدة الشبه من قراءة كتب الحساب والكتب الواردة؛ لأن قراءة القرآن من عمل الصلاة وليست قراءة كتب الحساب من عمل الصلاة في شيء). وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو نائب الرئيس عبد الله بن سليمان بن منيع عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي