حكم من ترك الجمعة لوجود قبر في الجامع

س : لقد انتقلت من القرية من أجل العمل في مكان صحراوي لمدة أشهر ، وكان قرب هذا المكان يوجد قرية وبها مسجد وفيه قبر ، (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 160)  وفي بداية الأمر كنت أذهب لصلاة الجمعة إلى هذه القرية لأنها الوحيدة القريبة منا ، ولكن عندما اتضح لي بأن المسجد به قبر تركت الصلاة ، وطول مدة عملي في هذا المكان وأنا لا أصلي الجمعة علما بأن جميع الفروض أصليها كاملة ، فهل علي ذنب لتركي الصلاة طول هذه المدة ؟ وأعني صلاة الجمعة ؟

ج : ليس عليك بأس لأن المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها ، وعليك أن تعيد ما صليت في المسجد هذا الذي فيه القبر ، عليك أن تعيد صلواتك ، تعيدها ظهرا ، وتصلي في محلك ، وإذا تيسر بقربك جيران يصلون معك تصلون جماعة ، فاحرص أن تجتمع مع جيرانك وأن تصلوا جماعة في بيت أحدكم ، أو في مسجد تقيمونه سليم من القبور ، وعليكم أن تنصحوا أصحاب المسجد ، تجتمع أنت وأصحابك الطيبون بالمسؤولين عن المسجد حتى يزال القبر من المسجد ، وحتى ينقل إلى القبور ، ينبش وينقل إلى القبور ، وحتى يبقى المسجد سليما من القبور ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال عليه الصلاة والسلام : ألا وإن من كان (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 161) قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوها مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك فنهاهم عن اتخاذها مساجد ، ورأى عمر أنسا أراد أن يصلي حول قبر ، فقال له عمر رضي الله عنه : القبر القبر نبهه على أن هنا قبرا حتى لا يصلي حوله . المقصود أن الصلاة في المساجد التي فيها القبور ، والصلاة بين القبور أو في المقبرة كلها باطلة ، الواجب على المسلمين أن يحذروا ذلك ، وأن تكون المساجد سليمة من القبور ، الواجب على العلماء أن ينبهوا الناس ، الواجب على العلماء في كل مكان وفي كل دولة أن ينبهوا الناس على ذلك حتى تسلم المساجد من وجود القبور ، وكل مسجد فيه قبر يجب نبش القبر وإبعاده عن المسجد إلا إذا كان المسجد بني عليه والقبور سابقة ، فإنه يهدم وتبقى القبور على حالها ، هذا هو الواجب على الأمراء والعلماء أن يعنوا بهذا الأمر ، وألا يتساهلوا فيه ؛ لأن هذا من الشعائر الظاهرة التي يجب العناية بها . نسأل الله للجميع الهداية .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: