ج : قد دلت سنة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - على أنه ليس للجمعة سنة راتبة قبلها ، ولكن المؤمن متى وصل إلى المسجد يصلي ما كتب الله (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 277) له ، يصلي ثنتين أو أكثر لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : من اغتسل يوم الجمعة ، ثم أتى المسجد فصلى ما قدر الله له ، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ، كتب له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام أو كما قال عليه الصلاة والسلام . فالحاصل أنه صلى الله عليه وسلم لم يحدد شيئا ، وقال في الأحاديث : ما قدر له . فليصل الإنسان ما يسر الله له ، من ركعتين ، أو أكثر قبل صلاة الجمعة ، ثم يجلس ينتظر قارئا ، أو ساكتا ، أو مسبحا ومهللا وذاكرا بينه وبين ربه حتى يخرج الإمام ، وبعد ذلك يجيب المؤذن ، ثم يسمع الخطبة ، أما بعدها فلها سنة راتبة ركعتان أو أربع ركعات ، كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة صلى في بيته ركعتين ، وقال عليه الصلاة والسلام : من كان مصليا بعد الجمعة فليصل بعدها أربعا فدل ذلك على أن الأفضل أربع ، وإن صلى ركعتين بعد الجمعة كفى ذلك ، والأفضل في البيت ، وإن صلى أربعا في المسجد أو في البيت فهو أفضل بتسليمتين ، هذا هو الأفضل ، وأما قبلها فليس لها سنة راتبة ، بل يصلي المؤمن متى وصل المسجد تحية المسجد ركعتين ، وما تيسر معها ، أربع ، ست ، ثمان ، عشر ، أكثر ، ليس في ذلك حد محدود ، ولكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين ، لقوله صلى الله عليه (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 278) وسلم : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى رواه أهل السنن والإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أما ما ذكرت عن المؤذن أنه ينادي بعد الأذان الأول : قوموا يرحمكم الله للصلاة ، فهذا بدعة لا أصل له ، هذا لا أصل له ، بل هو بدعة من هذا المؤذن ، فالمؤمن إذا جاء المسجد يصلي ما يسر الله له ، وليس هناك حاجة إلى أن يقول المؤذن هذا الكلام .