ج: أنصح الجميع أن يجتهدوا في سماع الدروس في المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ حتى يستفيد كل شخص، وحتى يعرف أحكام عقيدته والأحكام الإسلامية، فأنا أنصحه كثيرا أن يجتهد في حضور حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وليستفيد من ذلك باللغة التي يفهمها، وأن يقتني الكتب الطيبة التي توزع من التوعية في الحج؛ حتى يستفيد منها، ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه؛ لأنه قد لا يتيسر له العودة للحج بعد ذلك، فينبغي أن ينتهز الفرصة بسؤال أهل العلم عما أشكل عليه، ولا سيما عن العقيدة التي خلق لها، وأمره الله بها؛ لأن في كثير من البلدان من يدعو إلى خلاف العقيدة الشرعية الإسلامية، فعلى الحاج إذا قدم إلى هذه البلاد - وهي مهبط الوحي ومهد الإسلام - ينبغي له أن يسأل المدرسين فيها عما أشكل عليه، والحكومة - وفقها الله - قد جندت علماء من أهل السنة والجماعة يدرسون في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويفتون الناس ويعلمونهم، فينبغي للحاج أن (الجزء رقم : 17، الصفحة رقم: 81) يستغل هذه الفرصة، وأن يسأل ويحضر حلقات العلم، ويستفيد ولا سيما معرفة العقيدة الصحيحة؛ وهي توحيد الله والإخلاص له، وترك عبادة ما سواه، فإن في بعض البلدان من يدعو القبور، ويستغيث بأهل القبور، وينذر لهم ويذبح لهم، هذا شرك أكبر نعوذ بالله، فينبغي للحاج أن يتعلم ويستفيد، كذلك في بعض البلدان من يطوف على القبور، أو يجلس عندها للدعاء والقراءة، وهذا لا يجوز؛ الطواف بالقبور من الشرك الأكبر إذا طاف يتقرب لأهلها، كما لو دعاهم واستغاث بهم ونذر لهم، والدعاء عندها والجلوس عندها؛ للدعاء والقراءة والصلاة عندها بدعة، إنما يسلم عليهم ويدعو لهم وينصرف، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين فيدعو لهم ويستغفر لهم ويسأل الله لهم العافية والمغفرة، هذا هو السنة، أما أن (الجزء رقم : 17، الصفحة رقم: 82) يأتي عند القبر، ويظن أن الدعاء عنده محل قبول، يجيء عنده للدعاء، أو للقراءة، أو للصلاة هذا بدعة لا يصلح.